موريتانيا تودع العلامة محمد المختار أحد أشرس المدافعين عن مغربية الصحراء
استفاقت الجارة الشقيقة موريتانيا، صبيحة اليوم الأحد على وقع خبر وفاة العلامة والدكتور “محمد المختار ولد اباه”، رئيس جامعة نواكشوط العصرية ورئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في موريتانيا، وأحد رواد جيل تأسيس الدولة الموريتانية الحديثة، الذي فارق الحياة فجر اليوم بالعاصمة نواكشوط، عن عمر ناهز 97 سنة.
واشتهر الراحل “محمد المختار”، بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، والتي تصنف على أنها من أفضل الترجمات، كما ترك خلفه قرابة خمسين مؤلفا في علوم القرآن والحديث والسيرة، وأصول الدين والفقه وأصوله، بالإضافة إلى اللغة والشعر، كانت إثراء للمكتبة الموريتانية.
كما تربط الراحل علاقة تاريخية كبيرة بالمغرب، فبه درَس ودرّس، كما كان من أشرس المدافعين عن مغربية الصحراء ووحدة المملكة، وقد حكى في كتابه “رحلة مع الحياة” الصادر عن المركز الثقافي للكتاب، فصولا من هذه العلاقة الاستثنائية التي جمعته بالمغرب، خاصة ملوكه وزعمائه وفقهائه، كما استحضر محطات طبعت مشواره به، منها تعيينه مديرا للإذاعة والتلفزة المغربية وتكليفه بمهمة في الديوان الملكي وتعيينه أستاذا في دار الحديث الحسنية، وصولا إلى ترأسه فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.
وكان العلامة الراحل قد عاد إلى موريتانيا بعد استقلالها، حيث أشرف شخصيا على تأسيس للمنظومة التعليمية فيها، بعد تعيينه وزيرا للتعليم، فضلا عن ترأسه للعديد من المؤسسات التربوية على المستوى الوطني، قبل أن يتم انتخابه نائبا أولا لرئيس البرلمان ورئيسا للجنة الشؤون الخارجية فيه.
بعدها، عاد الفقيد من جديد إلى الرباط، عقب الانقلاب الذي أطاح بحكومة “ولد داداه” نهاية 1978، حيث شغل منصب ممثل لمنظمة اليونسكو بالعاصمة الرباط، ثم لدى جامعة الدول العربية في تونس. قبل أن ينتخب سنة 1984 أمينا عاما مساعدا لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة.
وقد كان للفقيد حضورا لافتا في الأنشطة العلمية والأكاديمية خاصة بنوادي الرباط؛، ضمنها نادي الجراري الثقافي، ونادي الصقلي الأدبي، والمجلس الشرقاوي، قبل أن ينضم إلى مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي رأس فرعها في نواكشوط في العقد الثاني من الألفية الثالثة.