غليان كبير بسبب الغموض الكبير الذي يلف مصير التحقيق في فضيحة “تذاكر المونديال”

بعد مرور شهرين كاملين على فضيحة ما بات يعرف بـ”تذاكر المونديال”، وما رافقها من جدل كبير وانتقادات واسعة عبرت عنها جماهير مغربية، بسبب شبهات “المحسوبية والمتاجرة” في تذاكر مباريات بطولة كأس العالم الأخيرة، ضمنها مباراة نصف النهائي التي جمعت المنتخب المغربي ونظيره الفرنسي، لازال الشارع المغربي ينتظر الافراج عن نتائج التحقيق في هذا الملف، حسب ما أعلن عنه رئيس الجامعة “فوزي لقجع” في وقت سابق.

وارتباطا بالموضوع، طرح عدد كبير من المتابعين والمهتمين أكثر من علامة استفهام، بخصوص مآل هذه التحقيقات التي لم يتم إلى اليوم الإعلان عن نتائجها النهائية، سيما بعد أن تم الاستماع إلى جميع المسؤولين المشتبه في تورطهم في هذا الملف من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.

ويوجد على رأس المسؤولين الذين تم الاستماع إليهم، البرلماني التجمعي “محمد الحيداوي”، رئيس نادي أولمبيك أسفي، وذلك بعد تسريب تسجيل صوتي منسوب إليه، يوثق مفاوضته لأحد المغاربة من أجل الحصول على تذكرتين مقابل مبلغ مالي قيمته 12 ألف درهما، وهو التسجيل الذي لم ينفه “الحيداوي”، مشيرا إلى أنه تم اجتزاء كلامه عن سياقه العام.

ومعلوم أن منصات مواقع التواصل الاجتماعي، كانت قد عرفت حالة من الغليان الشديد، بعد تسريب هذا التسجيل الصوتي المنسوب إلى رئيس أولمبيك آسفي، حيث أجمع الكل على أنه تصرف غير أخلاقي مشين، ومتاجرة في حب جماهير مغربية لمنتخبها الوطني، سيما أن جامعة “لقجع” وفرت للمشجعين المغاربة تذاكر بـ”المجان”.

وبعد تسريب التسجيل الصوتي سالف الذكر، اضطر العضو الجامعي المذكور، إلى الرد على الاتهامات الموجهة إليه بسبب تذاكر مباراة المنتخب المغربي ضد فرنسا لحساب نصف نهائي كأس العالم “قطر 2022″، حيث أكد أن توزيعها تم تحت إشراف السلطات القطرية ومسؤولي السفارة المغربية.

 وعلى ضوء التهم الموجه إلى “الحيداوي”، اضطر المكتب السياسي لحزبه (التجمع الوطني للأحرار)، إلى إحالة المعني بالأمر على أنظار اللجنة الجهوية للتأديب والتحكيم بجهة مراكش أسفي، عملا بأحكام المادة 32 من النظام الأساسي للحزب، للنظر في المنسوب له، بعد الإحاطة بكل المعطيات المتعلقة بهذا الملف وترتيب كل الجزاءات.

وشهدت عملية توزيع التذاكر فوضى كبيرة، وذلك بعد اختفاء التذاكر (المجانية) المخصصة للجماهير المغربية، الأمر الذي حرم مئات المشجعين الذين تنقلوا إلى قطر من متابعة مباراة الأسود، قبل أن تقوم شركة “لارام” بتعليق رحلاتها المبرمجة، بهدف تدارك هذا المشكل، ما أثار غضب عدد كبير من المغاربة الذين منعوا من السفر إلى قطر رغم حجزهم تذاكر السفر عبر الناقلة المغربية.

تبقى الإشارة فقط إلى “شكيب بنموسى”، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، كان قد توصل بالعديد من الأسئلة الكتابية والشفوية بالبرلمان، تتعلق بـ”فضيحة” توزيع تذاكر المونديال، ومثلها توصل بها زميله “محمد عبد الجليل”، وزير النقل، تتعلق بالفوضى التي حدثت خلال عملية نقل المشجعين، غير أن مصير هذه التحقيقات لازال غامضا، ما أثار غضب الشارع المغربي الذي يصر على الكشف عن نتائج هذه التحقيقات وترتيب الجزاءات في حق كل من تبث تورطه في هذا الملف.