تقرير أمريكي يكشف إنخراط إيران و الجزائر في زعزعة إستقرار إفريقيا
على مدى عقود انخرطت جمهورية إيران الإسلامية في مواجهات “غير متكافئة” مع خصومها الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط، ومن ثم “سعت إلى توسيع نفوذها في المنطقة وفي القارة الإفريقية من خلال تسليح الجماعات المسلحة التي تنشط فوق أراضي القارة السمراء”.
في الصدد ذاته أورد موقع “ديفينس بوست” ضمن تقرير له بعنوان “زعزعة استقرار إفريقيا: الطائرات المسيرة الإيرانية تهديد للمغرب”، أن “إيران عملت في السنوات القليلة الماضية على تكرار لعبتها في الشرق الأوسط في القارة الإفريقية، وتمكنت من توسيع نفوذها إلى مناطق جديدة على غرار منطقة الساحل والمغرب الكبير، لتجد بذلك موطأ قدم لها في منطقة إستراتيجية متاخمة لممرات الشحن الحيوية في المحيط الأطلسي”.
المصدر ذاته أوضح أن “طهران تدعم بشكل متزايد معارضي المملكة المغربية من الدول وغير الدول، في إطار سعيها إلى تقويض جهود المغرب، حليف الغرب، الذي يعد من أبرز ركائز الاستقرار في هذه المنطقة المضطربة”، مسجلا “تزويد إيران جبهة البوليساريو عن طريق الجزائر بطائرات بدون طيار في خضم التوتر بين الرباط والجزائر”، وهو ما سبق أن سلط عليه الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الضوء في مناسبات عديدة.
“مسلسل التخريب الإيراني لا يتوقف عند مجرد تزويد جهات معادية للمملكة المغربية بأسلحة من هذا النوع”، تضيف “ديفينس بوست”، بل يتعداه إلى “حملة تستهدف زرع التطرف في الداخل المغربي وتجنيد أعضاء ساخطين من الأقلية الشيعية في المملكة”.
وأشار المصدر عينه إلى العلاقات العسكرية والاقتصادية التي تقيمها الجزائر مع إيران، مذكرا بتصريح سابق لمن يسمى “وزير الداخلية” السابق في “حكومة الجبهة”، عمر منصور، العام الماضي، الذي أقر بأن الجبهة “تسلمت طائرات مسيرة إيرانية وستنشرها لاستهداف الجيش المغربي”، مؤكدا أن “الجهود الإيرانية لضرب استقرار المغرب زادت حدتها بعد استئناف المملكة علاقاتها مع إسرائيل في العام 2020”.
وخلص الموقع الأمريكي المتخصص في الأخبار العسكرية إلى أن “الدعم الإيراني المتزايد لكل من الجزائر والبوليساريو لا يهدد المغرب فحسب، بل يهدد أيضا استقرار المنطقة والقارة بأكملها”، معتبرا أن “المملكة كدولة إسلامية معتدلة باقتصاد سريع النمو وعلاقات عميقة مع الدول الإفريقية طالما كانت حصنا إستراتيجيا في المنطقة”، وزاد: “كما تدفع هذه الأسس السياسية والاقتصادية في اتجاه اعتماد الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وإفريقيا على المملكة كحلقة وصل إستراتيجية في ما بين القارات”.
يذكر أن وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، كان قد أعلن في ماي من العام 2018 أن المملكة المغربية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران على خلفية الدعم العسكري من حزب الله اللبناني، حليف إيران، للجمهورية الوهمية في تندوف.