أعمال الشغب و العنف في فرنسا تتجاوز المدن و تصل الأرياف
بعد أن كانت محصورة في المدن الكبرى بدأت حمى الاحتجاجات تجتاح القرى الفرنسية، فبينما كان رئيس بلدية مدينة كيساك الفرنسية الصغيرة (جنوب) عائداً إلى بيته، تلقى اتصالاً ينبئه بأن أعمال الشغب التي أشعلت فرنسا عقب مقتل الشاب نائل مرزوق على يد الشرطة في نانتير، وصلت إلى مدينته.
وفي حديث مع وكالة أسوشييتد برس الأمريكية، يقول رئيس البلدية إن مجموعة مؤلفة من أربعة أشخاص لا أكثر أطلقت المفرقعات على مقرّ الدرك، ما أدى إلى تسجيل أضرار مادية في المبنى واشتعال شجرة سرو بالقرب منه.
ورغم أنه من غير المعقول مقارنة الأضرار التي لحقت بالمدينة بتلك المُدمّرة التي تسببت بها أعمال الشغب خلال ست ليالٍ في المدن الفرنسية، إلا أنها كانت المرة الأولى التي تُسجّل فيها أعمال شغب في كيساك التي لا يتخطى عدد سكانها 3300 شخص.
وتشهد فرنسا، كلّ عقد تقريباً، موجة من الأعمال الشغب التي تمكن إحالة أسبابها إلى نفس المشكلة. ولكن لم يحصل وأن اندلع الشغب في المناطق الريفية أو البلدات إلا نادراً (كما في 2005)، حتى أنّ هناك مصطلحاً يشير إلى الشغب وهو “العنف الحضري” أو “العنف المديني” إذا جازت الترجمة.
بطبيعة الحال كيساك ليست البلدة الوحيدة التي شهدت أعمال شغب، ففي بلدات أخرى من فرنسا، بدا أنّ مشاكل المدن التي “كانت بعيدة حتى الآن” وصلت، فأحرقت سيارات ومبانٍ وتمت مهاجمة مقرات الشرطة.
وقال فيليب فان هورن، رئيس بلدية “ليغل” في النورماندي التي يعيش فيها 8 آلاف شخص فقط وشهدت أعمال شغب، أن “أعمال العنف والسلوك غير الحضاري في ازدياد في كل مكان، حتى في مكان مثل بلدتنا المتواضعة”. ويضيف أنه “أصبح من الصعب جداً إيجاد حلّ لهذه المشكلة”.
ويتابع فان هورن: “أعمال العنف من هذا النوع لم تكن معروفة هنا في الواقع، ولكن ما يحدث الآن بدأ يؤثر على المناطق الريفية”.
وبحسب أرقام حكومية، تعرضت نحو 500 مدينة وبلدة وقرية فرنسية لأعمال تكسير وشغب منذ اندلاع الأزمة في الـ27 من يونيو.
وأعمال العنف التي أدت إلى إحراق نحو 6.000 سيارة و12.400 حاوية نفايات ومهاجمة مئات المباني خرجت من دائرة النقاط المتوترة العادية ووصلت الأرياف.