“جبهة البوليساريو” تُطلِق مناورات لتسميم العلاقات بين المغرب و موريتانيا
تعود من جديد الآلة الإعلامية لـ “جبهة البوليساريو” وداعمتها الجزائر لمحاولة تسميم الأجواء المستقرة والإيجابية في العلاقات بين موريتانيا و المملكة المغربية، عبر اتهام طائرات الأخيرة في “تنفيذ ضربات ضد منقبين عن الذهب”.
وتأتي اتهامات إعلام الجبهة تزامنا مع نجاح الاجتماع العسكري الرابع بين المغرب وموريتانيا، والذي شهد إشادة من كلا الجانبين بمستوى التعاون الأمني والدفاعي بما يساهم في تحقيق الاستقرار بالمنطقة.
وكانت رسالة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني واضحة المضامين، إذ شدد على رغبة بلاده في مواصلة الجهود قصد تعزيز التعاون بين البلدين بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.
ونبهت السلطات الموريتانية، في وقت سابق، المنقبين عن الذهب من التوغل في المنطقة العازلة بالصحراء المغربية، خاصة في ظل “صرامة” القوات المسلحة الملكية في التعامل مع أي تحرك بشري في المنطقة.
وفي الوقت الذي يحرص فيه الإعلام الجزائري والآخر التابع لجبهة “البوليساريو” في تسليط الضوء على عمل الدرون المغربية للدفاع عن الأراضي المغربية، كان شهر دجنبر المنصرم قد عرف مقتل منقبين عن الذهب من جنسية موريتانية على أيدي الجيش الجزائري شمال مدينة الزويرات الحدودية.
مناورات إعلام الجبهة
في هذا الصدد، قال إبراهيم بلالي السويح، محلل سياسي، إن ” المغرب سبق له أن نبه إلى استغلال جبهة البوليساريو المدنيين من المنقبين عن الذهب لاختراق المنطقة العازلة والقيام بمناوشات معادية للقوات المسلحة الملكية الرابطة على طول الجدار الأمني”.
وأورد السويح لهسبريس أنه “في حالة حدوث ضرر، تقوم الآلة الإعلامية لجبهة البوليساريو والجزائر بالسعي إلى الضرب من سمعة المملكة المغربية على أساس في حرب قتالية مع جبهة البوليساريو؛ في حين أن الرباط تواصل التأكيد على التزامها بوقف إطلاق النار”.
وأفاد المحلل السياسي ذاته بأن “التقارب الموريتاني المغربي عنوانه التعاون العسكري الاستراتيجي، والذي يهم التوافق على التدبير المغربي لأمن واستقرار المنطقة العازلة في إطار القوانين الأممية الواضحة المعالم”، مبينا أن “هذا الوضع يقابله استغلال من قبل جبهة البوليساريو للضرب في العلاقات بين الرباط ونواكشوط وتسميمها بأبسط الطرق الممكنة من خلال القيام بمناوشات عسكرية في المنطقة”.
ولفت إلى أن “الوضع الحالي يعرف بالأساس وجود انزعاج كبير من قبل خصوم الوحدة الترابية من التقارب المغربي الموريتاني، واستمرار نواكشوط في موقفها الحيادي الإيجابي الساعي إلى إقامة علاقات محترمة وطيبة مع كل من الرباط والجزائر، مع الميل الاستراتيجي إلى المغرب باعتباره الأقرب لها، والضامن لأمن واستقرار المنطقة”.
وشدد السويح على أن “تحرير معبر الكركرات كان الدليل القوي والصارم على رغبة المملكة المغربية في استمرار الأمن والاستقرار بالمنطقة، وأيضا الرغبة في تحقيق المنفعة الاقتصادية للجار الموريتاني”.
وخلص المتحدث سالف الذكر إلى أن “المملكة المغربية بجانب الأمم المتحدة مسؤولة على تأمين المنطقة العازلة، والادعاءات الحالية هي محاولة فاشلة للضرب في علاقات قوية ومستقرة بين الرباط ونواكشوط”.
علاقات مستمرة
في السياق ذاته سجل الوالي سيدي هيبة، محلل سياسي موريتاني، أن “العلاقات بين موريتانيا والمغرب كانت ولا تزال وستبقى جيدة، وفي أعلى المستويات”.
وأضاف سيدي هيبة لهسبريس أن “البعض في هذا الوقت منزعج من استمرار العلاقات في هذا المستوى المتقدم، لن ينجحوا في تسميمها بأية طريقة كانت”، مشيرا إلى أن “التعاون المغربي الموريتاني ملهم على جميع المستويات، خاصة على المستويين الأمني والاقتصادي”، مبينا بذلك أن “من يطلق هاته الحملة الدعائية لن ينجح في ضرب هذا التعاون؛ بل سيشاهد تطورا قويا في العلاقات بين المغرب وموريتانيا”.
وبين المحلل السياسي ذاته أن “هاته الموجة تأتي من وقت إلى آخر قصد تعكير الجو بين موريتانيا والمغرب، ولن تضرب في أخوة البلدين الشقيقين”.
المصدر : هسبريس