مشيئة الله في عباده لا تسري على أعضاء الطابور الخامس .. مراد الصغير أنموذجا
من خلال تصفحنا اليومي والاعتيادي لمواقع التواصل الاجتماعي, إستوقفنا خبر وفاة الطبيب العسكري السابق المسمى قيد حياته مراد الصغير, ورغم أن الخبر يبدو بالنسبة لنا عاديا كباقي أخبار الوفيات اليومية التي نشاهدها, لكن الامر الغير عادي هو كمية الحسابات التي أعادت نشر الخبر مع إضافة تعليقاتها السخيفة التي تتحدث عن ضلوع المخزن في هذه الوفاة.
تسارع هذه الاحداث والوقائع, ولإشباع فضولي قررت الخوض في حيثيات الموضوع, لأفهم ماذا يحدث بالضبط…
ماذا حدث بالضبط ؟
توصلت الدائرة الخامسة للشرطة بمدينة طنجة يوم الأحد 12 نونبر 2023، بإشعار من مستشفى محمد الخامس حول وفاة شخص بقسم المستعجلات، بسبب أزمة صحية، بعدما كان قد وصل للمستشفى وهو يعاني من أعراض صحية شديدة، تعذر معها على الطاقم الإداري بالمستشفى تحصيل بياناته التعريفية والتحقق من هويته, وقد مكنت المطابقات التعريفية المنجزة بالاعتماد على النظام الآلي لتشخيص البصمات الأصبعية، من الاهتداء إلى هوية تتطابق بشكل كبير مع بصمات الشخص المتوفي.
وقد التمست الدائرة الأمنية المكلفة بالبحث من النيابة العامة، بموجب تقرير كتابي، إخضاع جثة الشخص المتوفي لتشريح طبي لتحديد أسباب الوفاة، وهي العملية التي أنجزها طبيب شرعي مختص، ليؤكد أن الوفاة كانت ناجمة عن نزيف معوي. و يتم بعدها تسليم جثة الهالك لعائلته التي باشرت إجراءات الدفن.
خروج الخونة من جحورها !
مباشرة بعد إعلان وفاة الطبيب العسكري السابق الذي كان قيد حياته يلبس نفس ردائهم, شكل هذا الخبر مادة دسمة لأشباه المعارضين الذين مر عليهم الدهر و استهلكوا كل مواضيعهم التي ملأوا بها صفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي, وأخرجهم من جحورهم ليطلقوا العنان لنشر الأكاذيب والهلوسات التي مللنا من سماعها في كل مرة.
مجموعة المهرطقين إستمروا كعادتهم في خلق الاشاعات والأكاذيب وترويجها في الآفاق, حاولوا كالمرات السابقة توريط المخزن حسب معتقدهم في قضية وفاة الطبيب العسكري السابق مراد الصغير, حيث إستخدموا حساباتهم الرسمية و الحسابات الوهمية وحاولوا من خلالها نشر مغالطات خطيرة تتضمن فكرة أن المخزن هو من وراء هذه الوفاة, وكأن المتوفي بعيد عن مشيئة الله في عباده والتي تسري على كل البشر.
البداية كانت مع المدعو علي لمرابط, الذي يحب التباغض والتنافر، ويكره التلاحم والتراحم، فالنميمة غذاؤه، والكذب سلاحه، والغدر والخيانة طريقه. لا ولاء ولا انتماء له مهما زعم خلاف ذلك وتغنَّى به ليل نهار، فمواقفه تكشفه، والمحن تُظهر خباياه، والواقع يجلِّي حقيقته الكاذبة، هذا الذي يدعو نفسه بالصحفي كان أول من إستغل فرصة وفاة الطبيب السابق وسارع إلى نشر تغريدة يلفق فيها التهمة للمخزن دون أن يكلف نفسه عناء التأكد أو البحث عن الحقيقة.
وبطبيعة الحال, لا يمكن أن يخرج لنا كبيرهم الذي علمهم السحر دون أن تتبعه شرذمة كلابه الأوفياء, زكرياء مومني, آمال بوسعادة, محمد الراضي الليلي و شفيق العمراني و آخرون, والذين حاولوا كعادتهم ترديد ما جاد به عقل كبيرهم, ونشرها على صفحاتهم المأجورة التي يجتهدون فيها عبر نشر الفتن و وزعزعة الأمن و الأستقرار.
هذه الحفنة من الخونة تحاول في كل خرجاتها التلاعب بعقول الناس باسم الحرية أو الدين لمقاصد سياسية وأجندات خارجية يحلمون بتحزيب الناس وتكتيلهم حولهم ليفسدوا عليهم علاقتهم بوطنهم ومجتمعهم, يدعونهم إلى الخروج على ولي الأمر والتحريض ضده ليتسنى لهم هدم النظام, يدعون إلى الثورات والتظاهرات بدعوى الحرية وغيرها، ليجروا الناس إلى الكوارث والويلات ويغرقونهم في بحور الدماء والتطاحن ويبتهجون إذا نال الوطن أي سوء.
مجموعة المارقين يفرحون بتشويه سمعة دولتهم والإساءة إليها, يتعاونون مع التنظيمات الارهابية والمنظمات الخارجية، يحرضونها ضد دولتهم، ويمدونها بالمعلومات المغلوطة، ويتباهون بتقاريرها المزيفة، ويسمحون لنفسهم أن يكونوا خنجرا موجها في ظهر وطنهم, يبيعون وطنهم ويخونون أنفسهم وأصلهم من أجل تنظيم خاسر وجار خائب.
رسالة إلى أعضاء الطابور الخامس
إن كانت خيانة الوطن قبيحة في حد ذاتها، فإنها تزداد قبحاً وفجوراً حينما يكون الوطن الذي يسيء إليه المسيؤون هو دولة ضاربة في جذور التاريخ مثل المملكة المغربية الشريفة, التي ضربت أروع الأمثلة في السعي إلى رقيهم وإسعادهم، فما أقبح جرم أولئك الذين يسيؤون إلى بلد ترعرعوا في ربوعه، وأكلوا من خيراته، ونعموا في ظله بقيادة حكيمة رحيمة, فردوا الإحسان بالإساءة، والجميل بالنكران، وعضوا على اليد التي أحسنت إليهم بأنياب الغدر والخيانة.
إن خيانة الوطن قبيحة، ولكنها تزداد قبحاً في وقت الشدائد والمحن، حينما يتكالب المتكالبون لنشر الفتن والفوضى في أوطانهم، فيستغل خائنوا الوطن ذلك، لينضموا إلى ركب المحرضين، ويصطفون مع الحاقدين، ويتباهون بذلك جهرا، ويقفون بكل وقاحة يرشقون دولتهم بأحجار الحقد والخيانة، ويطلقون لسانهم بالشتم والإساءة، فتعمي الخيانة بصيرتهم، فيرون الباطل حقاً والحق باطلاً، ويعتبرون ما يفعلونه من إساءات بطولة وشجاعة, في وقت يتلاحم مجتمعهم لصد الفتن، ويتراص أبناؤه لحماية وطنهم من الشرور والمحن.
إن أقذر أنواع الانحطاط هي خيانة الوطن، وهذا ما بلغنا به القرآن الكريم، في سورة التوبة في قوله سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ.
خلاصة القول, خونة الوطن ليس لهم أحد، فقد خسروا وطنهم، وخسروا أهلهم، وخسروا قيمهم وأخلاقهم، وخسروا أنفسهم، فلم يبق لهم إلا الخيانة التي تحيط بهم من أربع جهات، فما أحوجهم إلى مراجعة نفسهم, فطريقهم تؤدي إلى العار في الدنيا، والنار في الآخرة, هؤلاء من يحبون الفرقة ويكرهون الاجتماع.