حميد المهداوي أو محامي الشيطان

إن كان حميد المهداوي قد فشل في اجتياز الامتحان الخاص بمنح شهادة الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، فإنه يقتبس بكل دقة دور محامي الشيطان، طبعا ليس المحامي العراف بثغرات القوانين وضبط نصوصه من أجل الترافع وربح قضاياه، بل المحامي المتحايل على القوانين والأعراف.
حاور حميد المهداوي، أمس الأربعاء 5 مارس 2025 على قناته باليوتيوب، كل هبة الطاهري (أخت ملاك) ومحمد الطاهري (أخ هشام جيراندو)، حيت حاول كعادته لعب دور الصحفي العميق والمستبصر الذي يسعى إلى كشف الحقائق ومساعدة الناس في إظهار مشاكلهم ومشاركتها مع عموم الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكما يحب المهداوي التشكيك وطرح الأسئلة، بعيدا عن العمل الصحفي، ستلعب نفس الدور وسنطرح بعض الأسئلة.
ما جدوى مرور أفراد من عائلة جيراندو على قناتك في هذا الوقت بالذات؟
هل هو البحث عن السبق الصحفي؟
هل هي محاولة لتبرأة العائلة شعبيا على منصة اليوتوب، قبل محاكمتهم في المحكمة؟
ما هي خلاصاتك من الحوار الذي اجريته مع هبة ومحمد الطاهري؟
هل توصلت إلى أي أدلة يمكن أن تساعد في براءة ملاك قبل الآخرين؟
هل اقتنعت بمحتوى اجوبتهم؟
ألم تجد ان هناك بعض التناقض في كلامهم وأنهم لا يعلمون حتى كل الحقائق عن أفراد اسرتهم، بل هي تقديرات في بعض الحالات؟
ألم تشعر أنهم لا يعرفون اي شيء عن ما تفعله الأم ولم يحاول اي أحد منهما تقديم أدلة على برائتها؟
في المقابل، لم ينفي اي احد منهم – ربما تورط عبد الرحيم؟ (علاه تركيب فيديو جريمة؟)
واش ملاك تقدر تبتز؟ ملاك غير مريضة… كيفاش الشرائح… هل بمثل هذه الاجوبة يمكن أن نقنع المحكمة ببراءة شخص من عدمه؟
ما طبيعة العلاقة التي تربطك (انت أ سي حميد) بهشام جيراندو حتى تتحرك بكل هذه السرعة من أجل أخت هشام وأبنائها؟ هذا سؤال في إطار التشكيك كما تحب أنت.
هي نفس الأسطوانة التي عشناه مع المحامي زيان محمد، الكل تجنب الحديث عن صحة الأفعال المنسوبة له وركزوا على عامل السن والمرض والسنوات التي قضاها في خدمة البلاد، وكأن كل هذا يسمح له مخالفة القانون.
اليوم نعيش نفس الأحداث مع تغيرات بسيطة، الأمس كنا نتحدث عن كبير في العمر، واليوم نتكلم عن صغيرة في العمر، لكن اساليب الترافع لا تختلف، محاولة تبرأة ملاك شعبيا، في غنا عن مشاركتها من عدمه في ما بات يعرف بقضية “Hicham Jerando & Co”.
وهي نفس خطة الترافع التي تبناها حميد المهداوي في قضاياه مع الوزير وهبي، أي محاكمة خارج المحكمة، فقط على فضاء اليوتيوب، حيت القضاة هم عبارة عن جمهور، غير مُحلف، يحكم بالعاطفة وبعيدا عن القوانين، وأنه من باب الإنسانية (في نظر الجمهور) ملاك يجب أن تكون في المدرسة، لا بمركز لحماية الطفولة، حتى ولو ارتكبت جرما يعاقب عليه القانون.
لكن، هل سنرى حميد ينظم وقفة احتجاجية بالموازاة مع محاكمة عائلة جيراندو من أجل الضعط على القضاء، ولما لا ينادي على أصدقائه املأ جنبات الشوارع امام المحكمة؟ لا تبخل على عائلة جيراندو وحاول مساعدتهم قدر المستطاع، ولو فقط بالليفات على قناتك المليونية…
يحب حميد دائما لعب لعبة المظلومية ودغدغة مشاعر “خوتي المغاربة” لكسب مزيد من التعاطف، وهو نفس خطاب كل الطوابرية، حتى جيراندو بدأ قصة العائلة باعتقال طفلة ذات 13 ربيعا. فهم يعملون دائما على تزييف الحقائق وتمرير الخطاب الذي يمكن أن يكون له أثر نفسي على المغاربة.