هكذا ضغطت الجزائر على مواطن مغربي “بسيط” قصد تمرير رسائلها “الملغومة” نحو المملكة
اعتاد المغاربة منذ زمن ليس بالهين، مشاهدة المناورات “السخيفة” التي يجريها نظام الجنرالات بالدولة المحادية لنا شرقاً.
هذا النظام الذي جر على مواطنيه الويلات و جعلهم يتجرعون مرارة العيش في ظروف مزرية بلغت حد الاصطفاف لساعات في “طوابير” بغية الحصول على شيء من مواد أساسية كان من الأجدر توفيرها دون عناء.
ولأنه فشل في تدبير قيادة الشعب الجزائري، وعوض الخروج للعلن و الاعتراف أنهم مغلوبون على أمرهم شأنهم في ذلك شأن الرئيس-الدمية، عبد المجيد تبون، يأبى “الجنرالات” التنازل و يصرون على التشبث بدفة الحكم و لو على حساب مواطنين مقهورين.
وحتى يبرروا أفعالهم، خلق هذا الكيان العسكري، عدوا وهميا لمواطنيه (المخزن)، جاعلا منه “شماعة” يعلّق عليها كل المشاكل التي تتخبط فيها البلاد.
لقد صار إسم “المخزن” لدى الجزائريين و زعماءهم الذين ابتلوا بهم، بمثابة محور “الشر” ومنه تأتي كل المصائب، كالجفاف و البطالة و الجراد و العنوسة و التضخم .. وهلم جراً إلى ما لا نهاية من إشكاليات لا حصر لها في هذا البلد المغاربي.
وحتى يتم ترسيخ عقدة “المغرب” لدى الأجيال الصاعدة، انتقلت العدوى إلى المناهج التعليمية حتى صار الجيل الناشئ يدرس في مقرراته أن عدوه الأول و الأخير هي الجارة الغربية، بل لم تسلم حتى وسائل الإعلام من شرور هذه العصابة.
وبالحديث عن وسائل الإعلام، فالخرجات “الأربعائية” التي تحمل المملكة مسؤولية إغراق الجزائر بالمخدرات، صارت حدثاً مألوفا يروج فيه نفس الخطاب مع تغيير فقط بعض المعطيات.
توقيفات مهربي المخدرات و الذين يخطفون الأضواء أمسية كل أربعاء، تضاهي في “كوميديتها” المسرحيات الساخرة، الفرق فقط أن الإخراج الجزائري ينتقل يوما بعد آخر من سيء إلى أسوأ.
والدليل على كلامنا أن المدعو عبد الغني شنة، والذي يظهر أنه مواطن مغربي “بسيط”، دفعته عصابة العسكر للنطق بما لا يعلم، تحت التهديد والوعيد طبعا، كما أشرت لوسائل الإعلام بنقل تصريحاته في جميع منابرها (مسموعة، مقروءة، مرئية و إلكترونية) وإعطاءها “هالة” كبرى لا تضاهى.
عبد الغني شنة و الذي قاده قدره للسقوط في أيادي “الجبناء”، انتقل من موضوع المخدرات إلى المخابرات ثم أزمة البطالة مرورا بقضية الغاز و صولا إلى التطبيع، في تسلسل غير منطقي لشخص أريد به ضرب عدة عصافير بحجرة واحدة.
ولأن حبل الكذب قصير دائماً، فإن عائلة عبد الغني خرجت بتصريحات تفند فيها جل ما جاء على لسان ابنها، موضحين أنه كان تحت الضغط لا محالة وذلك لأن مستواه التعليمي متواضع جدا مقارنة بالمواضيع التي تطرق لها.
من منبرنا هذا ندعو الأجهزة الاستخباراتية بالجزائر (إن كانت لها الشجاعة طبعا)، أن تكف عن إخراج مثل هذه “المسرحيات” لأن عدد المشاهدين في تراجع يوما بعد آخر، كما صار لزاما اليوم على نفر “شنقريحة” و أبواقه إدراك أن مثل هاته “التكتيكات” أكل عليها الدهر وشرب، بل ولّى زمنها وانهارت انهيار الأنظمة الشيوعية.