التيكتوكر إيمان كوين وإشكالية العيش بين الواقع و المواقع
نالت قضية “المؤثرة” إيمان بن ناصر و المشهورة باسم ” إيمان كوين “، اهتمام عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بعدما أعلنت هذه الأخيرة عن خبر طلاقها والتخلي عن أبناءها لصالح الزوج.
ولمن لا يعرف إيمان كوين، فهي من المؤثرات المشهورات على منصة “تيكتوك”، دأبت على تقديم نصائح و تعليمات للنساء سواء المتزوجات أو المقبلات على ذلك قصد عيش حياة أسرية دون مشاكل.
إيمان كوين كانت تدعي في فيديوهاتها أنها هي من تمسك بزمام الأمور في بيتها وتظهر لمتابعيها و متابعاتها أن المرأة يجب أن تتخلص من جميع ما يقض مضجعها وعلى رأسهم “عائلة الزوج”.
اغترت إيمان كوين بعدد المتابعات الكبير على منصتي “تيكتوك” و “إنستغرام”، و أضحت خبيرة أسرية، تقدم حلولا و تفتي آراءا تحت خيلاء التعليقات التي تدعم هذا النوع من المحتوى.
ولأن دوام الحال من المحال، فقد خرجت إيمان كوين على حين غرة وهي تعلن الخبر السيء في “سطوريات” ملآى بالآهات والدموع، لتتحول الحياة “الوردية” في رمشة عين إلى “سواد” وصل صداه كافة أقطار المملكة.
وحسب ما أعلنت إيمان كوين، فإن أسباب الطلاق هي “عائلة الزوج” والتي كانت محور غالبية فيديوهاتها، و الصادم حسبها أن الزوج فضّل عائلته و أقرباءه على زوجته وهو عكس ما كانت تزعمه إيمان.
اكتوت إيمان كوين بنار نصائحها، وبين عشية و ضحاها صارت هي الأخرى ضحية تحتاج النصائح الأسرية و الزوجية، بل و القانونية و الأخلاقية أيضا إذا ما علمنا أن زوجها وضع طلب الطلاق لدى محكمة الأسرة قبل شهر من الآن، حيث كان الزوجان إذاك مستمتعين بعطلتهم في تركيا حسب تصريحات إيمان نفسها.
توالت التفاعلات مع هذا الموضوع، و قسمت الرأي العام بين مؤيد لفعل الزوج ومعارض له، كما اتخذت بعداً آخر يكمن في الدرجة التي استطاعت فيها فئة المؤثرين (مع تحفظي على هذا المصطلح)، أن تخلق نقاشا استعصى على السياسيين و فعاليات المجتمع المدني.
كما أن هذه القضية أجابت تقريبا عن سؤال جوهري لطالما طُرح منذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي و هو : هل حياتنا في المواقع تعكس بالضرورة حياتنا في الواقع؟