زاوية الرأي

“القبض” على عبد اللطيف حموشي بالديار الفرنسية… حلم مع وقف التنفيذ !

“أ لا ما تحمقنيش.. عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن ومراقبة التراب الوطني كان في ألمانيا؟ أه. ومن بعد مشا لفرنسا؟ أه.. هي شدوه ؟ أه شدوه للغدا وحتى للعشا…ونزيدك وشحوه بميدالية الشرف الذهبية للشرطة الوطنية الفرنسية بشكل استثنائي”.

الأكيد، أن الفكرة وصلت، وحلم القبض على المسؤول الأمني المغربي يبقى حلم كل مرتزق مع وقف التنفيذ وللأبد. لكن يبقى السؤال، كيف دخل حموشي للديار الألمانية والفرنسية وكل مذكرات الاعتقال المسجلة ضده ؟ هل كان متخفيا أو كانت زيارته سرية للغاية ؟ أبدا، بل كانت دعوات رسمية من ألمانيا وفرنسا.

إنها نهاية لخرافة مذكرة الاعتقال الدولية ضد حموشي والتي روج لها عدد من مرتزقة اليوتوب وصحافيين أجانب او مغاربة مقيمين بالخارج ونذكر منهم الصحافي الإسباني عبد الحق سامبريرو (إغناسيو سامبريرو) والصحافي المغربي علي المرابط وصاحب 10000 أورو “تدويرة” من المخابرات المغربية زكرياء المومني، وكذلك الإرهابي محمد حاجب وغيرهم من صائدي الدولار على مواقع التواصل الاجتماعي.

كانوا يرددون كما الببغاء، مذكرة اعتقال في حق عبد اللطيف حموشي…حموشي مطلوب من الأمن الفرنسي…الأنتربول يلاحق حموشي…حموشي مطلوب في ألمانيا…حموشي ممنوع من دخول التراب الأوروبي…ممنوع من دخول فرنسا وألمانيا…حتى اعتقدنا أن المسؤول الأمني ممكن أن يعتقل، طبعا ليس بأوروبا، بل هنا في المغرب.

كانوا يتحدون بثقة وأنهم رفعوا دعاوي بالمسؤول الأمني في كل بقاع العام وكأنه المسؤول عن كل بؤسهم ومعاناتهم وفشلهم في هذه الحياة، لكن فقط الحقيقة والصدق هما أشياء ثابتة ولا يمكن أن تصدأ.

المرتزقة يعرفون أن إفشال أي نظام يمر عبر تبخيس وتقزيم دور المؤسسات ومصداقيتها، ولأن المؤسسة الأمنية كانت لهم دائما سدا منيعا، فما وجدوا غير مهاجمة مديرها ومحاولة التشكيك في وطنيته أولا وما مدى تطبيقه للقانون ثانيا.

فالفرق بين من يعمل بجد واحترام للقانون ويعمل على تطبيقه لا يمكن أن يخشى تهديدات مجموعة من “شلاهبية” اليوتوب، فالمدير العام للأمن ومراقبة التراب الوطني لم يتسلل لزيارة بلد أوروبي، بل صيت عمل الرجل وحرفية المؤسسة التي يرأسها جعلت من شراكتها والتشاور معها غاية لكبريات الدول ومؤسساتها الدولية، بل هو اعتراف رسمي من هذه الدول على المكانة التي تتبوؤها المؤسسة الأمنية المغربية على المستوى الدولي. فهذه الزيارة لها عدة دلالات أبرزها مركزية مدرسة الاستخبارات المغربية وقوتها على المستوى الدولي، كما تؤكد مصداقية الفلسفة والمقاربة الأمنية المغربية عند نظيراتها الأوروبية.

بالعودة إلى زيارة عبد اللطيف حموشي إلى الديار الألمانية، التي امتدت من 24 إلى 26 يونيو الجاري، فخلالها التقى المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة للمراقبة التراب الوطني، بمسؤولين أمنيين كبار كديتر رومان، رئيس الشرطة الفيدرالية الألمانية (BUNDESPOLIZEI)، وهولغر مينش، رئيس المكتب الفيدرالي للشرطة الجنائية (BKA)، وكذلك مع عدد من المسؤولين الأمنيين الألمان المتخصصين في مكافحة الإرهاب والأمن الرياضي، كما قام حموشي بزيارة مركز مكافحة الإرهاب المعروف بـ “GATZ”، واطلاعه على مستوى تأطير المعلومات الأمنية ومسار تدويرها في الدائرة الاستخباراتية.

أما زيارة العمل التي قام بها عبد اللطيف حموشي إلى فرنسا، والتي جاءت بعد دعوة رسمية من مسؤولي الأجهزة الأمنية الفرنسية، حيث أجرى خلالها مباحثات مع نظرائه بكل من الشرطة الوطنية والأمن الداخلي والأمن الخارجي بفرنسا، تمحورت حول آليات تدعيم التعاون الثنائي في مختلف المجالات الأمنية ذات الاهتمام المشترك.

خلال هذه الزيارة، التي امتدت من 26 إلى 28 يونيو الجاري، أجرى حموشي سلسلة من اللقاءات والمباحثات التي جمعته على التوالي بكل من سيلين برتون المديرة العامة للأمن الداخلي، ونيكولا ليرنر المدير العام للأمن الخارجي بفرنسا، شملت سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والرفع من مستويات التنسيق وتبادل المعطيات الاستخباراتية والعملياتية حول مختلف التهديدات الصادرة عن المنظمات المتطرفة وشبكات الجريمة العابرة للحدود الوطنية.

كما أجرى حموشي مباحثات مكثفة مع فريديريك فو، المدير العام للشرطة الوطنية الفرنسية، بحضور وفد هام من المديرية العامة للأمن الوطني، تم خلالها استعراض آليات التعاون والتنسيق المتقدم بين الطرفين في مختلف المجالات الأمنية، وخصوصا في ما يتعلق بوضع آليات استباقية لتقييم المخاطر وتبادل المعطيات على هامش العمل المشترك في تأمين الألعاب الأولمبية الصيفية بباريس 2024.

وتتويجا للتعاون المغربي-الفرنسي المتميز في مختلف المجالات الأمنية، تم توشيح عبد اللطيف حموشي بميدالية الشرف الذهبية للشرطة الوطنية الفرنسية بشكل استثنائي، وذلك اعترافا بجهوده في توطيد وتطوير التعاون الأمني المشترك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى