علي أعراس وتوبة الذئب أو موعظة الماكرينا
” برز الثعلب يوما *** في شعار الواعظينا
فمشى في الأرض يهذي *** ويسب الماكرينا
ويقول الحمد للـ *** ـه إله العالمينا
يا عباد الله توبوا *** فهو كهف التائبينا”
خطب مؤخرا الذئب، علي أعراس، فينا وقال:
يا عباد الله، ازهدوا في الدنيا واجعلوا من حقوق الإنسان شعارا للناسكينا، وانسوا يوم كنا للقتل وسفك الدماء مؤيدينا، ولنجل من حرية التعبير شعارا للخالدينا، ولنبدأ صفحة جديدة فيها ندافع عن حقوق المعذبينا، ولنرفع أصواتنا تضامننا مع كل من يريد المتاجرة بالوطن وجعلوا من الدولار حقا يعلوا فوق قوانيننا.
يا عباد الله، بالأمس غرتني الدنيا، فاستبحت وأوفيت في هدر دماؤكم من أجل حور العينا، واليوم أنا أعلن، بعدما أكل الدهر وشرب على أطروحتي ومعتقداتي وخاصة بعد السنوات العجاف التي قضينا خلف القضبان، أني أصبحت من النادمينا وعدت لأراجع أوراقي وأختار من طريق سُنة حقوق الإنسان والدفاع عن الأقليات والمضطهدين نسكا جديدا، فيه أستغفر المعاصي واشتري سكوك الغفران لي ولأصحابي من حركة المجاهدينا، ولنعلن توبتنا فإن الله لمن المسامحينا ولجنته لنا من الواعدينا.
يا عباد الله، ويا مناضلي حقوق الإنسان فينا، لقد اتُهمت باطلا وما الأسلحة والمسدسات التي كنت أنوي الإدخال للمغرب ليس سوى ألعاب عاشوراء، فقد كنت أرغب في إدخال الفرح لأطفال أهالينا، وأن كل ما صرح به الأخ سوماح عبد الرزاق صحيح وكلامه قليل فينا، غير أنه نسي أننا لا نستطيع سفك دماء بعوضة بمسدس ملئه الماء وما لإطلاق النار بنافعينا.
يا عباد الله، إني استحي أن أذكر أني كنت يوما من أكبر المخططينا للعمليات الإرهابية، التي كُشفت بفضل يقضة الأجهزة الأمنية، ولكني لست من النادمينا، ولعل حملي للجنسية البلجيكية أو حتى الإسبانية كان لنا من النافعينا والمساعدينا على الرغبة في إقبار بلدي الأم وكل المواطنينا، لكن باءت كل مخططاتنا بالفشل وبالسجن قضينا 12 عام وما كنا من الحامدينا.
يا عباد الله، اليوم، بعد أن نجحت كل خطط المغرب الإستباقية في محاربة كل أشكال التطرف والإرهاب وكذا الجريمة المنظمة، لم يعد لنا وسع غير تغيير ديننا ولنجعل من كل مشروع مدر للدخل نسكا ودينا جديدا، ولعل الدفاع عن حقوق الإنسان يبقى واحد من أهم موارد الأورو للفاشلينا، وأن المنظمات غير الحكومية وبعض الجهات تدفع لنا بدون حسيب أو رقيبا علينا وإن كنا فقط من اللاغيطينا وللكلام الفارغ من الحاملينا.
يا عباد الله، إن اسطونة التعذيب، التي عشناها وتعرضنا لها في السجون لبضاعة تنفع عند معشر التافهينا الذين يصدقون أقوالنا حتى لو كان للكذب والبهتان شعار لنا بين الواعضينا، فلا حقوق الإنسان تعنينا، و إنما فقط الشهرة والأضواء التي تسلط علنيا والمساعدات المالية ما يعنينا.
يا عباد الله، ويا خرفان فإن صدقتموني فإني سأصبح من العاشبينا.
وفي الأخير “مخطئ من ظن يوما***أن للثعلب دينا”