زاوية الرأي

لقد انتصروا للكوفية الفلسطينية وأداروا ظهرهم للوطن

لقد انتصر “الخوانجية العدليون والبيجيديون”  في معركة قذرة ضد البلد ومصالحه بجعلهم من قماش على ظهر طالبة أنه قضية كبرى وخذلان للفلسطينيين ولقضيتهم في الدفاع عنها بالصراخ وحمل الأعلام، والنتيجة أمر بالقتل، تخوين وتكفير، طلب طرد طلبة من جامعة وترك للمناصب. هذا فقط ما ربحنا من التضامن مع فلسطين وغزة ولبس الكوفية، وغدا سنضرب بالهراوات، وفي بيوتنا أو حتى في شوارع بلدنا، إن لم نقل عاشت فلسطين ويسقط التطبيع وأنه يصبح وضع الكوفية إجباريا على كل مغربي، وسيمنع حمل العلم الوطني في التجمعات والاحتفالات والمناسبات الرسمية، طبعا سيعوض براية فلسطين أحب من أحب وكره من كره.

يبدو أن صحفيي “thevoice.ma” كانوا سعداء عندما نقلوا لنا خبرين ذا صلة بموضوع الكوفية خاصة والقضية الفلسطينية عامة، فالأول كان خبر مغادرة العميد محمد طالبي لمنصبه بعد انتهاء ولايته الثانية، أي الأسبوع المقبل، وجاء عدم التمديد له بعد ضجة كوفية الطالبة، أما الخبر الثاني، فهو عبارة عن عارضة موقعة من طرف 1000 طالب بجامعة الأخوين يطلبون فيها من رئاسة المؤسسة بطرد زملائهم زاروا إسرائيل في عز الحرب واعتبروه تشويه لسمعة المغرب والجامعة.

ماذا ربحنا من دعم فلسطين لسنوات ؟ ربحنا فقط مظاهرات يومية، صباحا ومساءا، بشوارع المملكة وما يشكله من عرقلة لحركة المرور، سواء المركبات أو الراجلين، وصراخ وإزعاج لراحة الساكنة. ألا يفكر من يقطع الطريق أنه ربما تكون سيارة قادمة لنفس مكان الوقفة لإنقاذ روح عزيزة أو أنهم لم يتركوا مريضا أو رضيعا صغيرا يرتاح في بيته بشدة صراخهم ؟

ربحنا السب والشتم بسبب حقنا في الفرح وتنظيم المهرجانات والكل يريدنا أن نوقف هذه لأجل غزة والفلسطينيين. ربحنا التطاول من قادة حماس وكيف أصبحوا يخاطبون المغاربة دون حشمة أو حياء ويطلبون منا النزول إلى الشوارع والتظاهر لأجلهم وهم يستمتعون في أفخم الفنادق بقطر والإمارات العربية.

ربحنا أن الفلسطينيين أنفسهم عوض التمسك بالحياة من أجل البقاء، ينشرون فيديوهات ويطالبون من المغاربة الكف من الرقص على جراحهم، وكأن لهم الوقت لمعرفة ما نفعل وما نعيش.

أوصلتنا القضية الفلسطينية إلى قيام برلمانية مغربية إلى الترافع داخل البرلمان المغربي، بكوفيتها الرخيصة للحديث عن النساء الفلسطينيات المغتصبات وتطلب مواقف واضحة من الدولة المغربية تجاه ما يحدث وكأنها لو ترى أو تسمع عن كل ما قدمه ويقدمه المغرب للقضية الفلسطينية. ماذا تريد هذه البرلمانية “المتأسلمة” أن يفعل المغرب ؟ هل تريد من المغرب أن يخرج هذه النسوة من السجون الإسرائيلية أو ماذا ؟

أوصلنا التضامن من القضية الفلسطينية وكوفيتهم إلى تدنيس علم مملكتنا الشريف رسم قطعة قماش رخيصة على نجمته الخماسية.

الأكيد هذه أفعال “الخوانجية” المنبطحين لإيران وحماس ممن يسعون إلى زرع الفتن في بلدنا عبر المتاجرة في قضية لا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد، فالوطن والصحراء المغربية هم قضايانا المصيرية، وما غير ذلك كذب. فهم لا يهتمون بعلم المملكة وما كانت لهم نفس عندما دنس مغني الحانات الليلية الفلسطيني راية المملكة بمهرجان كناوة بمدينة الصويرة ولم يحرك من عبد لسانه ولم يقولوا ولو كلمة وكأن الأمر لا يعنيهم. لماذا لم يثوروا كما فعلوا بعد حادث قماش الطالبة لحظة منحها شهادتها بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء؟ هل الكوفية أغلى من العلم المغربي ؟ طبعا لا وعلمنا ووطننا أغلى من فلسطين كلها.

عاش المغرب ولا عاش من خانه. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى