زاوية الرأي

دنيا فيلالي تجدد فروض الولاء والإنبطاح لنظام العسكر الجزائري عبر مهاجمة الملكية

أكيد أن العدميون والعدميات لا ينظرون إلى ما حققه المغرب خلال 25 سنة الماضية إلا عن طريق نظارات النظام الجزائري ودمية قصر المرادية، البلد الغارق في المشاكل والنقص الحاد لأبسط المواد الأولية، وكيف يصطف المواطن الجزائري في “طوابير” من أجل الحصول على قطعة رغيف أو كيس صغيرة من حليب البودرة أو قارورة غاز أو ما غير ذلك، رغم أنه يسبح فوق محيط من الغاز والبترول.

خرجت العدمية والمطبلة لنظام العسكر دنيا فيلالي في فيديو، اليوم 30 يوليوز 2024، على قناتها باليوتوب تحلل مضامين خطاب العرش والعفو الملكي، الذي استفاد منه ما يزيد عن 2000 معتقل، ولم تجد غير التشكيك في كل ما تحقق خلال ربع قرن من الزمن، بل اختزلت كل الإنجازات في التطبيع و”Moroccogate” وملف “Pegasus” والعفو عن دانييل كالفان وعطل الملك خارج البلاد.

كما عمدت بخبث كعادتها إلى القول أن العفو الملكي الأخير، كان بمشاورة الدول التي تحمي النظام الملكي، وأنه فقط محاولة لتلميع صورة المغرب الحقوقية وأنه يندرج في خطة أكبر للانتقال السلس للعرش من الملك محمد السادس إلى الحسن الثالث. 

وأضافت أن المغرب مصنف بعد كل من فلسطين وسوريا والعراق في مجال التنمية، وتساءلت أين الإنجازات ما دام يحتل الرتبة 121 في مؤشر التنمية البشرية، وفسرت الجفاف ونقص المياه، في الخطاب الملكي، فقط بزراعة “لافوكا” من طرف الإسرائيليين.

في إطار سردها لتعليمات دافعي الدنانير، لم يلفت انتباهها في الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الملك محمد السادس والتي أعلن من خلالها رسميا أنه “يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية”، غير بيان الحكام الفعليين لقصر المرادية ووزارة خارجيتهم، الصادر يوم الخميس 26 يوليوز 2024، للاستنكار عن تحول محتمل في الموقف الفرنسي تجاه قضية صحراء المغربية، وكيف أن باريس أبلغت نظام الكابرنات بقرار دعم خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لإنهاء النزاع، وهو ما اعتبرته الجزائر “قرارا غير موفق وغير مجدي”. وختمت تحليلها السريالي لهذا الاعتراف بأن المغرب لا زال تحت الحماية الفرنسية.

يا سلام… أنا منبهر من نباهة الصحافية الاستقصائية وحرم عدنان فيلالي وكيف استفادت من دراستها لتطوير قدرتها على تفسير الخطاب السياسي، بل حتى قدرتها على فهم في التحركات الإستراتيجية والجيو- سياسية الدولية.

آنسة دنيا… الاستماع لك ولتفاسيرك جعلني أشعر وكأني أشاهد أحد قنوات الجزائر، فأنت كما هم تقدمون نفس الملاحظات والخلاصات لأنكم تسقون من نفس الدلو، والدلو في تعبير المغاربة يحيلنا على الإنسان الكسول، أي “راس الدلو” وهو كائن غير مجتهد، خلق ليردد نفس العبارات.

ولد الحسن الثالث ملكا وكتب له أن يخلُف عرش أسلافه الميامين حتى قبل بلوغه سن الرشد، هذا طبعا بعد حكم الملك محمد السادس، أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية، فهو لا يحتاج لا لتلميع صورة ولا لإطار لها أصلا، لأن الحكم ينتقل عبر الخلافة.  

إن كان المغرب لا يزال يعيش تحت السيادة الفرنسية، فكيف تفسرين كل الخلافات الأخيرة التي كانت بين نظام المخزن –كما تفضلون القول أنت واالكابرنات- وفرنسا وكيف رفض العاهل المغربي استقبال الرئيس الفرنسي ماكرون وكيف لم تكن فرنسا ضمن الدول التي منحت الفرصة في انقاذ أرواح والمساعدة في زلزال الحوز وغيرها من التجاذبات السياسية بين الرباط وباريس. هل كان المغرب قادر على الوقوف ندا لند أمام فرنسا إن لم تكن له سيادة على ترابه في قراراته ؟ طبعا، لا تستطيعين تفسير ذلك لأن ولاة نعمتك لا يريدون أن تعترفي بذلك، وللأسف. لا أدري هل أزعجك هذا التقارب المغربي الفرنسي لأن طلب لجوءك وبعلك غير المصون سيصبح على المحك…

بالعودة إلى ملفات “Moroccogate” و”Pegasus”، لا أدري هل تتابعين ما يجري من حولك لأن المغرب تمت تبرئه من هذه التهم سواء من طرف فرنسا أو إسبانيا، لأنه فقط القنوات الجزائرية التي مازالت تردد هذه الأسطوانة المشروخة.

طبعا، حتى لو كنا نحتل الصف الأخير ضمن مؤشر التنمية البشرية، وأن المغرب يقبع بعد من سوريا وفلسطين والعراق، بل حتى الجزائر، فأنا شخصيا أفضل العيش في المغرب وأنت تعلمين السبب )هادي خليها بيناتنا( لأن ما تعيشه هذه الدول يكفيهم رغم تقدمهم في مؤشر التنمية، فاللهم لا شماتة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى