زاوية الرأي

اليد قصيرة والعين بصيرة أو عندما يصبح “Fake News” أكبر أسلحة الجزائر

أتعلمون ما سلاح الفاشل؟ لا شيء غير التشويش. فعندما تشير بسبابتك إلى نجم معين، يقتصر الفاشل على النظر إلى أصبعك عوض النظر نحو الهدف. حاليا، لا تملك الجزائر غير النظر إلى ما يحققه المغرب من تقدم على جميع المستويات، الاقتصادية والاجتماعية والرياضية، بل حتى الدبلوماسية، وفي عجز تام عن مواكبة هذه السيرورة وعوض محاكاة ما تفعله المملكة المغربية والاستثمار في بلدهم، لم يجد بلد المليون و1962 شهيد غير إستراتيجية التشويش وترويج “Fake News” على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي أو حتى عبر قنواتهم التلفزيونية.   

بيننا الكثير ممن يتذكرون كيف صنعت القناة “الجزائرية 3” روبورتاجا مقتبسا من الخيال عن الحرب الطاحنة بين عصابة البوليساريو والقوات المسلحة الملكية في منطقة المحبس، وكيف نسي الصحافي المستبصر ارتداء الخوذة والواقي الصدري من الرصاص، علما أنهما من أولويات التغطية الإعلامية للحروب، متجاهلا تماما إطلاق النار بجانبه، وكيف سُرقت لقطات من حروب دولية لوضعها في الروبورتاج بغية إعطائه نوعا من المصداقية، مانحة إيانا في الأخير مجرد فيلم “أكشن” قصير لطالب فاشل في مدرسة الفن السابع.

إن سمعتم يوما عن عبارات مثل “صحة الملك محمد السادس وصراع على الخلافة بين ولي العهد والأمير رشيد” أو “نايضة سلاح في أكادير” أو “دوي رصاص وصراع بين الأميرات داخل القصر الملكي بالرباط” أو “صراع بين قادة الجيش المغربي” أو عبارة “صراع بين DGST  وDGED”، وما غيرها فاعلموا يقينا أنه مجرد “Fake NEWS” وأن صناع القرار الفعليين للتسريب من داخل قصر المرادية، والباقي على الكائن المبردع لنشر الغسيل على منصات التواصل أو حتى عبر الجرائد والقنوات التلفزيونية الرسمية الجزائرية.

هو تضليل بالأساس للرأي العام الجزائري، بالأخص للمواطن البسيط والمغلوب على أمره بين نار وبطش الكابرنات وقلة، أو بالأحرى غياب تام لأهم المواد الأولية، حتى أصبح الشخص عندهم لا يجد قطرة ماء صالح للشرب، ناهيك عن ضروريات النظافة، واجتهاد في إيهامه أن المغاربة يعانون أكثر منهم، لتهون عليهم ويتقبلوا محنهم الموجعة ويستسلموا لعبارة “حنا عايشين حسن من المروك”.

 وتتذكرون لما سئل الرئيس الجزائري السي تبون عن صناعة وتصدير السيارات وكيف أجاب ساخرا من المغرب مصرحا أن “نفخ العجلات لا يعتبر صناعة للسيارات”.

السي الرايس لا يعلم أن نفخ عجلات السيارات –كما تهكم على المغرب-  تجني من خلاله المملكة المغربية حوالي 13.7 مليار دولار حسب إحصائيات سنة 2023، أي ما يعادل 27.4% من إيرادات الجزائر عبر تصدير الوقود التي بلغت 50 مليار دولار خلال نفس السنة، أي 2023. نعم “نفخ العجلات” أصبح ينافس عائدات أهم أركان الاقتصاد الجزائري. نعم “هادي ما شافوهاش”.

آخر إبداعات العقل الجزائري المتوقف عند حرب الرمال لسنة 1963 ومقولة “حكرونا المراركة” للناقم على اسمه الحقيقي محمد ابراهيم بوخروبة، المعروف بهواري بومدين، هو نشر مواقع إلكترونية جزائرية لرسالة زائفة موجهة من عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني والمخابرات، إلى مدراء القنوات والجرائد والمواقع الإلكترونية، يبلغهم فيها بالتوصيات الملكية بتجنب الخوض في المسائل الأمنية والعسكرية الحساسة.

صراحة الجهل والغباء لا دين ولا ملة لهم. إن كانت الجزائر تعاني من غياب المؤسسات والاختصاص والكل يدخل تحت سلطة الكابرنات، فالأمر مختلف تماما في الرباط.

من جهة، عبد اللطيف حموشي ليس الناطق الرسمي للقصر الملكي، ولا يتواصل مع الإعلام كما هو شائع عندهم، لأنه يدبر شأن المؤسستين اللتين يديرهما. وإن تعلق الأمر بالتواصل مع مدراء القنوات والجرائد والمواقع الإلكترونية، فهناك وزارة مكلفة بالتواصل، ناهيك عن المجلس الوطني للصحافة بالإضافة إلى النقابة الوطنية للصحافة. جميل أن نلغي عمل كل هذه المؤسسات وندع حموشي يتواصل مع الإعلام في خاطر “بو صبع”.

من جهة أخرى، إن كان القصر الملكي يريد تمرير تعليمات إلى مدراء القنوات والجرائد والمواقع الإلكترونية، فهناك الديون الملكي وهذا يدخل في اختصاصه وصلاحياته، لأنه هو الناطق الرسمي باسم القصر.

آسف، أنتم لا تعلمون شيئا عن هذه الاختصاصات وعدم تدخل أي مؤسسة في عمل الأخرى، لأنكم تعيشون في بلد حتى ساكن قصر المردية الحالي لا يستطيع فعل شيء، بل فاشلون حتى في الكذب وتزوير الحقائق والترويج للإشاعات.   

يقال أن حبل الكذب قصير، ونحن هنا للتصدي لأي محاولة بائسة من الجار الذي حشره الله معنا في الجوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى