زاوية الرأيالرياضة

نتائج المشاركة المغربية في الألعاب الأولمبية لباريس 2024 كانت عادية جدا ولا يمكن أن ننتظر أكثر مما حقق

هل كانت النتائج التي جناها التمثيل المغربي في أولمبياد باريس 2024 سلبية أو كارثية ؟ طبعا لا، لقد كانت عادية جدا ولا تنفك تخرج عن سياق باقي المشاركات المغربية في الألعاب الأولمبية عبر التاريخ.

قبل الإجابة عن السؤال، وفي إطار الجدل الدائر حول طرد كل رؤساء الجامعات الملكية الرياضية ومحاسبتهم، نعم نحن مع هذا الطرح، شريطة أن نستثني فوزي لقجع، رئيس جامعة كرة القدم وهذا ليس تطبيلا للرجل، لكننا نأخذ بعين الاعتبار النتائج التي حققتها الفرق والمنتخبات الوطنية في السنوات الأخيرة.

إن كان الجميع يعتقد أن نتائج دورة باريس 2024 كانت سلبية، فعلى أي أساس بنيت هذه المقارنة؟ هل كانت سلبية مقارنة مع دورة طوكيو 2020 أو ألعاب ريو دي جانيرو 2016 أو دورة أثينا 2004 أو دورة لوس أنجلوس 1984 أو غير ذلك من الدورات ؟

متى كان سقف توقعاتنا أكثر من ميدالية ذهبية واحدة أو اثنين أو حتى تجاوزهما؟ متى كنا نحلم أن نكون ضمن “Top 10”  للدول الفائزة بعدد الميداليات ؟ ولا مرة واحدة. كل النتائج المحققة تبقى ضمن سيرورة عادية منذ أول مشاركة في 1960.

كل ما حققه المغرب في الألعاب الأولمبية عبر التاريخ يبقى إنجازات فردية لأشخاص وليس نتيجة سياسة رياضية معينة، يمكن فعل استثناء مع برونزية المنتخب الأولمبي.

بالعودة لأول مشاركة لبعثة مغربية في الألعاب الأولمبية،  والتي كانت سنة 1960 بروما الإيطالية وضمت 47 مشاركا، أهدى حينها راضي بن عبد السلام أول ميدالية للمغرب وكانت فضية الماراتون.

في الدورات الأربعة الموالية (طوكيو 1964، مكسيكو 1968، ميونخ 1972 ودورة مونتريال 1976)، كان مجموع المشاركين 89 رياضيا وكانت النتائج صفر ميدالية. بعدها غاب المغرب عن دورة موسكو 1980.

باستثناء دورتي لوس أجلوس 1984 مع ذهبيتي كل من نوال المتوكل في مسابقة 400 متر حواجز وسعيد عويطة في 5000 متر، وذهبيتي هشام الكروج في كل من 1500 و5000 متر بدورة أثينا 2004،  تبقى كل المشاركات المغربية عادية ولن نقول سلبية أو كارثية.

على العموم، حقق المغرب في تاريخ مشاركاته في الألعاب الأولمبية 26 ميدالية، منها 8 ذهبيات، 5 فضيات و13 برونزية، فقط 4 نحاسيات كانت في الملاكمة وواحدة في كرة القدم، غير ذلك كل الميداليات كانت في ألعاب القوى.

للتذكير، أكبر بعثاتنا الأولمبية تكونت من عدائي ألعاب القوى، وتبقى البعثة التي شاركت في أولمبياد لندن 2012 هي الأكبر حيت ضمت 63 رياضيا، أما البعثة التي شاركت في أولمبياد باريس 2024 فضمت 60 مشاركا في 19 لعبة من أصل 28 صنف رياضي.

أكيد أننا لا يمكن أن ننتظر نتائج كبيرة في غياب وعي أو ثقافة رياضية قبل الحديث عن سياسة رياضية شاملة. كيف نريد ميداليات ذهبية في الألعاب الأولمبية أو بطولة العالم لألعاب القوى أو البطولة الماسية لألعاب القوى في غياب تنشئة رياضية قوية ومتشعبة على كل الاختصاصات وتعميم ولوج الفتيان والفتيات لكل الرياضات…

كيف نريد الحصول على ميداليات وأغلب الأطفال يحلمون أن يكونوا مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ؟ من منا لديه طفل أو بنت يمارسون الجمباز أو تنس طاولة أو القفز العلوي أو بالزانة أو يلعبون الجمباز الإيقاعي أو رمي الجلة أو الكاياك أو الرماية بكل تخصصاتها أو الريشة الطائرة أو السباحة الإيقاعية أو الغطس أو غيرها من الرياضات بعيدا عن كرة القدم.

لاحظنا في السنوات الأخيرة انتشار ملاعب القرب في عدة أحياء بالمدن المغربية، لكن ما يميزها هو كثرة ملاعب كرة القدم، والسؤال ماذا عن الرياضات الأخرى ؟ أكيد، نكاد لا نسمع عن هذه الأصناف الرياضية في بلدنا وعدد من المغاربة ربما يرون ويكتشفون ذلك فقط على شاشة التلفاز.

قبل أن تكون الرياضة تميزا وربحا ماديا، فهي ثقافة واستثمار في الطفل، وهي سياسة تجنى ثمارها على المدى الطويل ولا يكمن أن ننتظر نتائج بدون عمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى