أخبار المغرب

أبو بكر الجامعي أو عندما يتحول الأستاذ الجامعي إلى “كاري حنكو”

بعد أن خفت عن الأنظار في القنوات الفرنسية مثل فرانس 24 وRFI في المدة الأخيرة، عاد أبو بكر الجامعي، المدير السابق لكل من “LE JOURNAL” و”الصحيفة” الأسبوعية للظهور من جديد، على قناة باليوتوب تحمل اسم “الحلم المغربي”، ليلعب دور “كاري حنكو”.

كانت مدة الحوار تقريبا 3 ساعات عجاف، شخصيا لم استطع الاستماع لكل الحديث مرة واحدة بل شاهدت أجزاء منه على دفعات، وربما كان يجدر بصاحب القناة أن يقسم الحوار مع “العلامة” إلى عدة أجزاء وأظن أن “غير لي مسالي قبو” من يستطيع أن يتابع مباشرا لمدة 3 ساعات متوالية ودون الخروج بفائدة تذكر، باستثناء سفر في التاريخ وأشياء أخرى على شكل “حوارات الموتى”، لمؤلفه المصري محمد عبد الستار البدري.

فمن خلال هذا العمل الأدبي الفريد وإيمانا بأهمية التاريخ البشري لمستقبل العالم ومن قاعدة أن الأحداث التاريخية تكرر نفسها عبر مراحل من الزمن، استطاع البدري عبر رحلة عميقة في التاريخ الإنساني أن يعيد قراءة التاريخ سياسيا ونفسيا من خلال اللقاء من الزعماء الذين رحلوا عن عالمنا منذ مئات السنين.

حاول الجامعي، ولغصة في نفسه على التاريخ وربما لأنه مازال يأسف على شيء لم يحققه، السير على خطى محمد عبد الستار البدري وعاد ليصحح أخطاء الماضي ويعطي تأويلات هو فقط من يؤمن بها، فسافر بنا عبر التاريخ ليخلص بنا أن كل ما فعله المغرب الحديث بني على غلط، وأن فقط أبو بكر الجامعي هو فقط من كان يرى ويعرف الطريق الصحيح. أراد تصحيح أخطاء أناس فقط ذكراهم حاضرة بيننا، لأن أجسامهم أصبحت تحت التراب منذ سنوات خلت.

تحدث عن كل شيء وعن لا شيء، كان حوارا شبه نسخة من باقي الخرجات الإعلامية التي ظهر فيها خلال العقدين الأخيرين، فهو أفتى في الاستثمار والإصلاح الاقتصادي والمديونية والملكية والأمن.

وعاد للحديث عن العفو الملكي وبين شكر وتثمين للعملية، كان لابد أن يضع قليل من السم في العسل، بل وصل إلى التشكيك في عمل الشرطة والقضاء، حيث تساءل عن العفو الذي استفاد منه من توبعوا بالإرهاب بعد الأحداث الإرهابية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء وأنه القبض عليهم كان بسبب إنفلاتات أمنية وقضائية خطيرة، وبعدها ينفي ويقول هذا ليس كلامي بل كلام حلفاء المغرب الكبار مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

بالنسبة للجامعي الكل فاسد في هذا البلد فلا أمن ولا قضاء، ويضيف أن عدة منظمات دولية أكدت ذلك وأن ذلك ليس من عمل أعداء المغرب.

عاد كذلك ليدافع عن علي أعراس وقال أنه عذب، لكن لم يقل إن كان فعلا مذنبا أو بريئا وتحدث عن توفيق بوعشرين وسليمان الريسوني وقال أن اعتقالهم كان تعسفيا، مطالبا من النظام عدم تكرار هذه الأشياء، فقط الجامعي نسي أن يقدم نفس النصيحة لمن ارتكب تلك الجرائم التي يعاقب عليها القانون قبل استفادتهم من العفو الملكي وقبل إتمام عقوبتهم الحبسية.

ويقول أيضا، أن العفو جميل وأن النظام هو المسؤول عن إدخال الصحافيين إلى السجون، ولم يتطرق ولو للحظة هل هؤلاء الصحافيين اعتقلوا بسبب كتاباتهم أو بسبب أشياء أخرى.

الجامعي انتقد كل شيء في المغرب الأخضر واليابس، لكن كان يقدم الانتقاد بطريقة “كاري حنكو”، أي هذا الكلام ليس لي، بل المنظمات الدولية وأمريكا والإتحاد الأوروبي من يقول هذا، هو فقط يقرب الصورة ومسؤول عن نقل الخبر لا غير.

عندما تسمع الجامعي يتحدث بهكذا خبث عن المؤسسة الأمنية وأن المواطن المغربي أصبح غير محمي، أتذكر نتائج الاستطلاع للرأي الذي أنجزه “البارومتر العربي” لسنة 2023 (شبكة بحثية عربية متخصصة في قياس وتحليل الرأي العام بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) الذي عبر 8 من كل 10 أشخاص أنهم يشعرون بالثقة في الشرطة.

بالعودة إلى غصة أبو بكر الجامعي ولماذا هو دائم الانتقاد للنظام المغربي والمؤسسة الملكية، فحسب الصحافي الكبير في العمر علي المرابط، الجامعي كان يحلم أن يشتغل مستشارا ملكيا في بداية سنة 2000، بعبارة أخرى “يخ منو وعيني فيه” وعدم وصوله لهذا المنصب جعل حبه للنظام يتحول إلى حقد وكره، بل قبول التحول إلى دمية لتسريب المغالطات والإدعاءات حول المغرب ووحدته الترابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى