بعد خريف الحوارات غير النفعية، اليوتوبر حميد المهداوي يريد تنظيم المناظرات
حاولت أن أتذكر جيدا هل يوجد للصحافي النكرة في مجال الإعلام الوطني، سواء عند تجاربه القصيرة في الصحف الورقية أو عندما أعلن عن قيام جريدته الإلكترونية “بديل”، أن أجد له حوار صحافي – طبعا ليس حوارا هدراوي على يوتوب – مع شخصية وازنة أو قامة في هذه البلاد من أمثال المخترعين والروائيين والموسيقيين والفلاسفة والوزراء والاقتصاديين وغيرهم من كبار القوم، كل في مجاله، والحقيقة المرة لم أجد شيء يذكر، بل فقط صحراء الثلث الخالي، يعني أن من يدعي أنه صحافي دولي ليس له تاريخ قبل قيام قناته على اليوتوب.
وأتساءل، ما جدوى حوارات مع أمثال عزيز غالي، المحامي الخاسر نجيب حليم وممثلي أساتذة التعاقد وفي مرات أخرى أشخاص من ذوي السوابق العدلية الذين يحاولون، من خلال قناته، تبرءة ذممهم.
الآن، حميد راجل بشرى، يريد من قناته المليونية أن تتحول بقدرة قادر إلى مساحة للمناظرات ومناقشة القانون والقضاء في المغرب، ولم يجد لذلك غير صحافي، استفاد من العفو الملكي بعد عقوبة حبسية بتهم الاغتصاب، في شخص سليمان الريسوني، والمحامية عائشة الگلاع، بصفتها رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الضحايا.
بعيدا عن الأعذار التي قُدمت إلى حد الآن من طرف المهداوي لتأجيل هذه المناظرة الفريدة من نوعها والكذب الذي شاب كل الأعذار، راجل بشرى لا زال مُصر على مواجهة صحافي ومحامية كانت طرفا في الدفاع عن الشخص الذي كان ضحية الريسوني.
من المستفيد من هذا الهراء؟
من ناحية، الصحافي سليمان الريسوني يحاول تبييض صفحته بعد العقوبة الحبسية التي قضاها وربما يريد إظهار أنه ظُلم وأن محاكمته شابتها عدة خروقات قانونية وأنه كان يجب أن يُتابع في حالة سراح عوض الاعتقال.
الأكيد أن هذه الأطروحة فارغة َمن كل أساس، لأنها فقط محاولة لجر المحامية الگلاع إلى مستنقع الوحل ومهاجمتها بكل الوسائل، لأنه ليس لديه ما يخرسه إلى حد الآن، هي فقط محاولة للثأر، وربما استفاد من العقوبة الحبسية لدراسة القانون ومحاولة الترافع عن نفسه، كما في فيلم
“Law abiding citizen”
وكيف استفاد “كلايد شيلتون (بطل الفيلم) من عقوبته الحبسية لدراسة القانون والانتقام دون السقوط في مخالفة القوانين المعمول بها.
من ناحية أخرى، المحامية عائشة الگلاع ستكون الخاسر الأكبر في هذه المناظرة، طبعا إن هي قبلت المرور على قناة المهداوي، فمكانها الطبيعي هو التناظر في المحاكم وليس على اليوتوب. أكيد لا أشك في مدى قدرتها على إعادة إدانة الريسوني سليمان بتهمه أمام كل متابعي راجل بشرى، لكن ما الجدوى من ذلك؟
القضاء قال كلمته وإن كان للريسوني ما يقدمه من دفعات جديدة لتبرئة، فلما لا يتجه إلى القضاء؟
اما الرابح الأكبر في كل هذا الحوار الصبياني غير المنتظر، إن حصل ذلك فعلا، فهو السي حميد بعل بشرى. ستكون فرصة لضرب القضاء وصورة المغرب وضرب كل شيء جميل في هذا البلد، في نهاية المناظرة سيكون هو رابح بالادسنس الذي يبحث عنه. فالمهداوي لا تهمته لا براءة الريسوني ولا غيره، فضالته في كثرة الأشياء السلبية، لأنه يقتات على هذه الفضالات، فهي توفر له مادة خام لسنوات من الحلقيات والبهرجة على يوتوب وشتو أ خوتي المغاربة وما غير ذلك من السعي وطلب الدولارات على مواقع التواصل الإجتماعي.