سليمان الريسوني: مشروع معارض مع وقف أو بدأ التنفيد
دخل سليمان الريسوني في حرب دون كيشوتية جديدة، منذ استفادته من العفو الملكي بعد أن قضي أكثر من أربع سنوات في السجن على خلفية قضية تحرش جنسي، يحاول من خلالها (الحرب) إظهار نفسه أنه بريء من كل التهم وأن سجنه كان مخالفا لكل الأعراف والقوانين المعمول بها في المغرب، بل وصل به الحد إلي طلب مناظرة مع محامية كانت طرف في دفاع ضحيته.
آخر معارك الريسوني كانت الحوار الذي خصه إلى الصحافي المأجور لدى مخابرات الكابرنات المدعو فرانسيسكو كاريون “Francisco Carrion” الشغيل بجريدة El Independiente الإسبانية، الصحافي الذي لا يستطيع حتى قول “أف” عن ما يقع في الجزائر أو بالأحرى الحديث عن نظامها.
الأكيد أن الريسوني، هنا أتحدث عن الصحافي، يعرف قبل غيره أن من أخلاقيات الصحافة، هنا أتحدث عن الصحافة الفعلية، أنه إذا طلب منك أحد الصحافيين إجراء حوار صحفي، تسأله عن الجريدة أو الموقع الإلكتروني وعن خط التحرير، وفي حالات أخرى هل الجورنال تابع للحكومة أو ممول من طرف الخواص وهل هو محافظ أو ينتمي إلى اليمين أو اليسار وما غير ذلك من الأسئلة المشروعة. طبعا السي الريسوني، راجل خلود المناذلة، ربما تجاهل كل هذه الأسئلة أو ربما لم يفكر حتى في طرحها، أو ربما كان يعرف الخط التحريري لجريدة EL Independiente المعادي للوحدة الترابية، لكنه كان مُصرا على الحديث وقول أشياء، إن تبد لكم تسؤكم، بعبارة أخرى إفراغ الطنجرة قبل انفجارها من كثرة الضغط، أي إفراغ ما بداخله كما حال شارب الخمر بعد الثمالة، حيث يبدأ بالبكاء وحكي قصة حياته البئيسة.
طبعا، الحوار لم يأتي بجديد يذكر غير إعادة أسطوانة “ظلموني في بلادي” و”انا تشديت باطل” كما يقول الهُكاويين، بما معناه قبض عليا “فابور” أو “بيليكي”.
وكما عادة الناس الأدْنِياء (جمع دنيء) هو “التقلاز من تحت الجلابية، وطبعا السي الريسوني شكر جلالة الملك على العفو، لكن يلومه في نفس الوقت لأن العفو تأخر، بل وطالب (بكل وقاحة) من الملك شخصيا أن يحاكمه، لكن شرط أن تكون محاكمة عادلة.” علاش لا أ المرضى”. غير سمحو ليا، ولكن بالدارجة المغربية أحسن تعبيرا. دابا الملك ما عندو ما يدار باش يحاكمك انت و الضحية ديالك؟ شتي البسالة فين وصلات؟
وأضاف، في ذات الحوار، أنه ليس معارضا، لكن أن اقتضت الظروف سيصبح كذلك وبالطبع خارج البلاد. سير تضيم أ مْعلم. طبعا هذا يعطينا فكرة عن المشروع النضالي لسليمان الريسوني.
بالعودة إلى ظروف بدايات الريسوني النضالية، فهي كانت يمينية، نعم أي كان يشتغل مع النظام َشغل منصب “عون خدمة” (سلم1) بجماعة الساحل بإقليم العرائش قبل الرقي في السلالم والانتقال إلى “عون عمومي (سلم 5) وكان ذلك بمساعدة برلماني يساري. يمكن أن نستنتج من هنا أن هذه كانت بداية الفكر اليساري عند سليمان وخروجه من بيت طاعة الريسوني أحمد، كبير خوانجية العالم.
معارك سليمان لم تكن فقط يسارية وتدافع عن حرية التعبير وحقوق الإنسان، بل كانت معارك ليلية حمراء برفقة يسارية (س) ولكم أن تسألوه عن سبب الفراق.
تحسنت الأوضاع وإنتقل الريسوني إلى عالم الصحافة، ففتحت له أبواب 20 فبراير والجمعية المغربية لحقوق الإنسان والنهج الديمقراطي واليسار… وتعلمون ما القاسم المشترك بين كل هؤلاء، دفاعهم عن نفس القضايا “Le concubinage” حلال وإسقاط الفصل 490 من القانون الجنائي الذي يجرم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج.
لفهم بسيط. السي الريسوني، قبل زواجه من لالة خلود المناذلة المصون، كان في علاقة “كونكيبيناج” لمدة قرون من الزمن مع شابة (ك)، حتى أن من كان يراهم في حانات الدار البيضاء يعتقد أنهم متزوجين. طبعا العشيقة التي نتحدث عنها هنا لا تخرج عن سرب الحمام، فهي أيضا من أهل التفتح واليسار المعتدل وغير المعتدل، المهم “الطاسة والقرطاسة” وعشقها البريء لشرب ماء الحياة.
الآنسة المصون (ك) هي الآن أم عازب، أي أم لطفل أدام الله له الصحة والعافية ونتمنى له تربية حسنة، عفوا يسارية جيدة. طبعا هذا ليس مربط الحمار ولا تهمني الحياة الجنسية لأمه، لكن يجب أن يعرف القراء أن الطفل لا يحمل إسم أبيه البيولوجي، بل فقط إسم أب مستعار من خزانة الأسماء المغربية.
السؤال المنطقي هل هو إبن سليمان الريسوني أم لا بما أن أمه عاشرت سليمان لسنوات طوال؟ الجواب، ليس طفل سليمان، لكنه ريسونيا أيضا. كيف ذلك؟ الريسوني الأب البيولوجي لطفل الآنسة (ك) ينتمي إلى عائلة الرياسنة، نسبة إلى هاجر الريسوني وسليمان الريسوني وأحمد الريسوني. فاليسار الريسوني يحب المشاركة، بعبارة أخرى يسار اشتراكي، يعني بقرتي هي بقرتي، وبقرتك هي بقرتي وإن كان العجل يحمل “ADN” غيري، نعم هو كذلك. وبتفسير غير علمي دقيق أو فلسفي هجين، اليسار الاشتراكي يعني مشاركة نفس البقرة، ولنا جميعا أن نستفيد من عائدات بيع العجل لمن يدفع أكثر من الدنانير. ارجوا أن أكون قد بسطت لكم مفهوم مشروع المعارض، وإلى اللقاء.