وثيقة مسربة تكشف كيف باعت تونس موقفها تجاه “الصحراء المغربية” لنظام العسكر
كشفت وثيقة مسربة معلومات دقيقة عن قيمة الهبة التي قدمها النظام الجزائري العسكري لدولة تونس مطلع شهر دجنبر الماضي 2022، مقابل فتح المجال أمام زعيم جبهة البوليساريو “إبراهيم غالي” للمشاركة في قمة طوكيو للتنمية الإفريقية “تيكاد8″.
الوثيقة التي تحمل توقيعا باسم الكاتب العام لوزارة المالية التونسية، أحمد خضر، أظهرت أن الرئيس التونسي قيس سعيد تسلم هبة تناهز 100 مليون دولار أمريكي، مع قرض يؤدى بالتقسيط المريح على امتداد 15 سنة بدءا من 2027 قدره 200 مليون دولار، وبدون فوائد تقريبا.
في ذات السياق، فقد سبق أن تم الإعلان عبر القنوات التونسية والجزائرية عن الهبة التي توصلت بها دولة تونس، في إطار ما قيل أنها اتفاقية تعاون وقعها نظام العسكر مع السلطات التونسية، لكن دون تحديد قيمتها المادية.
وقالت الرئاسة التونسية، في توضيح لها بعد أسابيع من الإعلان عن هذا الاتفاق، أنه “تمت المصادقة على البروتوكول المالي المبرم بقصر المرادية بين حكومة الجمهورية التونسية وحكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، ويتعلق بمنح قرض لفائدة الجمهورية التونسية، لمواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة”.
وكشفت منظمة البوصلة التونسية المختصة في مراقبة الشأن السياسي بالبلاد، ساعتها عن قيمة الإتفاق المبرم بتاريخ فاتح دجنبر 2022، حيث أوردت أن الأمر يتعلق بهبة تقدر بـ 100 مليون دولار أمريكي، فيما الـ 200 مليون دولار الأخرى هي عبارة عن قرض سيتم تسديده على مدى 15 سنة بنسبة فائدة “1” في المائة، مع تقديم مهلة 5 سنوات قبل سداد الدفعة الأولى، أي أن نهاية 2027 ستكون انطلاقة سداد القروض للجزائر التي استغلت ضعف تونس الخضراء في عهد “قيس سعيد”.
وقد انكشف خبث النظام الجزائري بقيادة شنقريحة والرئيس الصوري للبلاد عبدالمجيد تبون، من خلال الاستقبال الرسمي الذي خصصته تونس لزعيم البوليساريو على هامش قمة “تيكاد8” شهر غشت الماضي، حيث ظهر جليا أن الجزائر اشترت موقف تونس تجاه الصحراء المغربية من “قيس سعيد” بدراهم معدودة، ما أسفر عن أزمة دبلوماسية بين البلدين رفض من خلالها المغرب المشاركة في القمة المذكورة.