المغرب ينتصر كرويا على إيران والجزائر تنتقم للشيعة عبر فرض التأشيرة على المغاربة
أكيد لا علاقة للموضوعين ببعضهما، لكن هي صدفة جملية حدثت اليوم، من جهة هو فرح في الرباط، ومن جهة ثانية هو عزاء في قصر المرادية .
يوم تاريخي وسعادة كبيرة يعيشها الشعب المغربي بعد تحقيق المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة الفوز على منتخب إيران (المصنف الرابع عالميا) بنتيجة 4 أهداف مقابل 3، في دور 16 من بطولة العالم لكرة القدم داخل الصالات التي تحتضنها دولة أوزبكستان.
فوز جديد ينضاف إلى سجل الإطار الوطني هشام الدگيگ، صانع أفراح المغرب في هذا الصنف الرياضي، رغم كثرة الإصابات داخل التشكيلة الوطنية، ليكون على موعد مهم آخر يتجلى في مواجهة البرازيل، المصنف الأول عالميا، برسم ربع نهائي كأس العالم لكرة الصالات يوم الأحد 29 شتنبر الجاري.
غير بعيد عن المغرب، وفي الجانب الشرقي له، يعيش بلد في الحزن والكآبة ولم يعد يدرك ماذا يفعل تجاه جاره، فبعد اتهامه بحرق الغابات وإرسال الجراد وقطع المياه عبر إنشاء السدود ومنع الطائرات المغربية من عبور مجاله الجوي، جاء قرار آخر لا يقل بلادة عما عودنا عليه كابرنات الجزائر، وهذه المرة عبر فرض تأشيرة الدخول إلى الجزائر على كل مواطن يحمل جواز سفر مغربي.
هذا آخر ما توصل إليه العقل الجزائري، فعدم دخول المغاربة إلى بلاد الطوابير الكبرى سيجعل الجزائر ترتقي وتصبح من الدول العظمى، فالمغاربة هم من يمنعون التطور الصناعي في هذا البلد وهم من يؤخر عجلة الاقتصاد وهم من يصدون الأمطار وهم السبب في كل الويلات التي تعرفها بلاد الشهداء.
وعليه، ابتداءاً من الغد ستصبح الجزائر أول قوة اقتصادية في العالم بعد أن كانت في المرتبة الثالثة وسيصير الدينار الجزائري أقوى من الدولار، الأورو والجنيه الاسترليني.
وعوض أن نجد الحراگة الجزائريين يتجهون نحو أوروبا، ستبدأ هجرة عكسية و سيحلم الشباب الأوروبي بالذهاب إلى الجزائر مخاطراً بحياته للوصول إلى دولة الكابرنات العظمى.
عذر أكبر من زلة، بل هي نهاية شعار خاوة خاوة حيث كان النظام الجزائري دائما يردد أنه يستهدف المخزن وأنه يكن الحب والتقدير للشعب وأن كل القرارات التي يتخدها هي ضد النظام المغربي، لكن الواقع أثبت غير ذلك وتبين أن ما يفعله نظام الكابرنات هو ضد الشعب المغربي. ففرض تأشيرة للدخول لا تستهدف النظام بعينه، بل تستهدف حركة مرور المواطن الراغب في زيارة البلد.
أما التبريرات التي دافعت بها الجزائر عن القرار، فحدث ولا حرج. قيل والعهدة على وزارة خارجيتهم أن المغاربة الذين يسافرون إلى الجزائر يشكلون خطراً على أمنهم القومي.
هي فعلا خسارة كبرى للمغاربة الراغبين في زيارة الجزائر والاستمتاع بالنظر لناطحات السحاب وأبراج العاصمة الجزائر والتجول بمتاحف وهران وباقي مدنها وقراها واكتشاف آثارها وتاريخها والاستمتاع بأكلها الغني والمتنوع.
هي خسارة لعدم القدرة على ركوب قطارات الجزائر فائقة السرعة والتجوّل عبر حافلاتها الكهربائية الجديدة واكتشاف بنيتها التحتية التي تفوقت على اليابان وبريطانيا وأمريكا وغيرها من الدول الكبرى.. خسارة من عدم النزول في فنادق الجزائر ذات السبع نجوم وخسارة من عدم زيارة شواطئ البلد التي فاق جمالها سواحل المالديف.
سيصطف المغاربة، إبتداءاً من الغد، أمام أبواب سفارات الجزائر وقنصلياتها بالمغرب لطلب تأشيرة الدخول إلى بلد الشهداء، وبعدها سيركبون أول طائرة متجهة إلى فرنسا، ثم من هناك سيسافرون إلى الجزائر. نعم هو كذلك، فالرحلات الجوية المباشرة نحو هذا البلد ممنوعة منذ مدة.
الحقيقة هي ليس خسارة، بل ربح كبير للمغاربة. فبهذا القرار سيعفون على الأقل من رؤية بؤس الجزائر، الدولة الغنية بالبترول والغاز، وسيعفون من رؤية الطوابير على الزيت والماء والطحين، بل حتى الطوابير للحصول على قارورات الغاز في بلد الغاز.