حسن بناجح مول الكبوط.. الشومور المغربي الوحيد الذي له مدخول شهري قار
يعمل حسن ضمن جماعة، طبعا ليست جماعة حضارية أو قروية، بل جماعة كان يحلم مؤسسها بإقامة دولة الخلافة أو القومة في المغرب، قبل أن “يجمع راسو”. في هذا الإطار، يروي أحد مبعوثي روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية (1902-1989) أنه سأل مؤسس جماعة العدل والإحسان، بينما كانوا في اجتماع بمنطقة الولجة، “لماذا لا تقوم بالمقاومة المسلحة، علما أن إيران مستعدة لدعمك ومدك بالمال والسلاح؟”، فكان رد الشيخ ياسن: “دخلت عليك بالله هادي فورما ديال واحد قاد يهز السلاح”.
يعمل حسن مول الكبوط، نسبة إلى الكبوط الذي كان يرتديه أيام حلقيات طلبة جامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة، بجماعة إسلامية، هذه الأخيرة تعيش وسط دولة المغرب، تحميها شرطة البلد ويستفيد أتباعها من كل الحقوق كباقي المغاربة، لكن الغريب أن الجماعة لها قوانينها وتعيش في عزلة عن المغاربة، أي كدولية داخل دولة. هل هذه الجماعة تقوم بأعمال خيرية؟ طبعا، لا. هل تساعد في إنقاذ منكوبي الزلازل أو الفيضانات؟ الجواب مرة أخرى، لا.
هل للجماعة ممتلكات باسمها وتدر عليها عائدات مالية؟ أكيد لا، لأنها جماعة محظورة قانونية ولا يمكن أن يكون لها مشاريع ذات دخل.
إذن كيف تمول الجماعة؟ طبعا هناك الدعم الأجنبي من الدول التي تهدف المس بالوحدة الترابية للمغرب، والأهم هناك أشخاص، لُعب بعقولهم، يعملون في القطاع العام والخاص أو أصحاب مشاريع حرة يضخون المال في خزينة الجماعة مقابل الانتماء ليها.
أما اختصاصات الجماعة فهي فقط المشاركة في الوقفات الاحتجاجية وكيفما كان نوعها، مع غرة وفلسطين، مع حزب الله، مع إيران، مع طلبة الطب، مع الأساتذة المتعاقدين.
لنتمعن فقط. حسن بناجح مواطن مغربي مثله مثل 40 مليون الذين يحملون الجنسية المغربية ويعيشون فوق ترابها، لكن الفرق بينه وبين عدد كبير من الأشخاص أنه مواطن غير صالح وأنه إنسان غير منتج، فهو لا يعمل في القطاع العام أو حتى الخاص، أي أنه يشتغل مقابل أجرة ويؤدي ضرائبه مثل باقي المغاربة العمليين في هذه الحياة (Les personnes actives)، وليس هناك أعمال حرة باسمه تدر عليه دخل قار.
كانت مداخيل حسن، منذ أيام الجامعة، من مسؤوليته الطلابية، حيث أصبح عضوا في المكتب القطري للقطاع الطلابي.. وينفق على نفسه من عائدات الريع والمساعدات التي تمنح له دون باقي الطلبة وحين تشتد ضائقته المالية يتصرف في ميزانية القطاع الطلابي الموضوعة رهن إشارته، رغم أنه كان يستفيد من منحة استثنائية تخصصها الجماعة لرموز الفصيل دون غيرهم.
صبر حسن، غير النافع حتى ترقّى داخل الجماعة التي انتمى لها منذ ثمانينيات القرن الماضي، حتى حصل على شغل برسالة الفتوة، تم تدرج في المناصب حتى تقرر أن يلتحق بناجح مساعدا للناطق الرسمي للجماعة فتح الله أرسلان، يقتني له الجرائد ويقرأها ويعد له نشرة مكتوبة خاصة ويرقن له الحوارات والتصريحات وينظم له المواعيد (سكرتير). فكان بموازاة اشتغاله مع أرسلان، ينشط في المركز الإعلامي للجماعة في الدار البيضاء “ميديا تنوير” الذي يشرف على قناة “الشاهد” وموقع الجماعة إلى أن أصبح بحكم الفراغ مديرا له.. فكان يتصرف في ماليته كما يتصرف صاحب الضيعة في ضيعته.
فعمله الفعلي، المؤدى عنه داخل الجماعة من جيوب المساهمين، هو الدعوة إلى تنظيم مظاهرات تضامنية مع فلسطين وغزة، ومع حزب الله، ومع شيعة إيران التي تدعم أطروحة الانفصال وتقسيم الوحدة الترابية، بل تساهم في تداريب مرتزقة البوليساريو.
بل أصبح اختصاصه التدوين على منصة “X” لإشعال فتيل الفتنة وتحريض أتباع الجماعة للنزول إلى الشارع، حتى وصل بهم الأمر إلى سب مواطنين مغاربة أحرار لم يشاركوا معهم في وفقة احتجاجية بل فضلوا تناول “Burger” في أحد المطاعم العالمية.
بعبارة أخرى، بناجح عائده القار هو من مالية الجماعة، أي عائد ريعي من مساهمات أشخاص عمليين قرروا أن يساهموا في مالية الجماعية لينعم مول الكبوط بحياة الرفاهية دون أي شغل يذكر وأن يتمكن من اقتناء أقمصة من “ماركة” “Gant” وغيرها والاستمتاع بآخر صيحات الهواتف. عن أي ريع يتحدثون، إن لم يتحدثوا عن الريع الذي يعيش فيه حسن بناجح منذ أيامه بالجامعة.