زاوية الرأيغير مصنف

المغرب معني بتجاهل “اللامعنيين” يا فؤاد عبد المومني

بعدما أعلنت محكمة العدل الأوروبية قراراها بإلغاء اتفاقيتي الصيد و الفلاحة مع المغرب، و مع صدور بلاغ وزارة الشؤون  الخارجية و التعاون الذي اعتبر المملكة “غير معنية” بهذا القرار، برزت من جديد تصريحات الفئة التي اعتادت إشعال النار في الهشيم.

فؤاد عبد المومني الذي لطالما اتسمت تدويناته بالسخرية و التصابي، استخف بموقف وزارة الخارجية حول قرار المحكمة الأوروبية.

إن السخرية من بيان رسمي يعكس قلة وعي فؤاد عبد المومني بالقضايا الوطنية المعقدة.. ففي الوقت الذي تبرز فيه المملكة التزامها بحماية مصالحها البحرية و الفلاحية، يفضل عبد المومني السقوط في فخ الهجاء.

و لعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن:

هل هذا هو مستوى مثقفينا (بين قوسين) في هذا البلد ؟.. أم أنهم مختصون فقط في انتقاد الوطن ؟.

تبدو سخرية عبد المومني و كأنها ضرب بالجهود الدبلوماسية التي بذلت في السنوات الأخيرة.. فبدلاً من دعم المساعي المغربية الهادفة إلى الحفاظ على سيادتها وحقوقها، يسعى عبد المومني إلى تقويض تلك الجهود من خلال كلمات حادة تفتقر في مجملها إلى الحكمة.

عندما تتحدث وزارة الخارجية في بلاغها عن عدم تأثر المغرب بقرار المحكمة و الذي اعتبره عدد من الخبراء ذا عيوب شكلية، فإنها تتبنى موقفًا مدروسًا، كما أنها تعي جيدا أنه لا يعدو عن كونه محاولة يائسة للتأثير على قرارات هذه الهيئة من طرف جهات معادية.. ومع ذلك، يختار عبد المومني أن يحوّل الأمر إلى فرصة لانتقاد البلاد و تحميله المسؤولية، متجاهلاً تمامًا السياق الإيجابي لتلك القرارات، كأنما يهدف إلى تخريب كل ما يحقق المغرب من نجاحات.

و من المثير للدهشة كيف يصر بعض الأفراد على تجاهل الإنجازات التي حققتها السياسة الخارجية المغربية. فالأمور لا تقاس بالسخرية، بل بالمواقف الحكيمة التي تنبع من رؤية وطنية واضحة.

المغاربة يا عبد المومني في حاجة اليوم إلى النقد البناء الذي يساهم في تطوير السياسات ووضع الأصبع على مكامن الخلل، لا التهكم الذي يحطم كل أمل في الإصلاح.

و حتى نزيدك من الشعر بيتاً نقول لك ما يلي :

المغرب غير معني بآراء فؤاد عبد المومني المتسرعة :  فالتعليقات الساخرة التي تطلقها و التي تتجاهل الواقع السياسي والاقتصادي الذي تواجهه المملكة تبقى حبيسة مواقع التواصل الاجتماعي.

المغرب غير معني بمن يحاول تقزيم جهوده الدبلوماسية : و هي الآراء التي لا تسهم في الحوار البناء، بل تعكس انقسامًا يهدف تعطيل مصالح الوطن.

المغرب غير معني بالاكثرات لهواة النقد الهدام : فقد أصبح من الواضح أن فؤاد عبد المومني يفضل الهجوم على الإنجازات بدلاً من دعمها، مما يعكس درجة “التبرهيش” الحقوقي التي بلغها.

المغرب غير معني بالاستماع لأصحاب التجارب الفاشلة : حيث من السهل على المرء الاستهزاء بموقف معين، لكن من الصعب تقديم بدائل حقيقية، خصوصا من ذوي السوابق في السطو على “المال العام”.

المغرب غير معني بـ “زبانية” إضعاف الروح الوطنية: حيث تستلزم البلاد تلاحم كل مكوناته (أحزاب سياسية، مجتمع مدني، منظمات حقوقية) في سبيل الدفاع عن حقوقه المشروعة، وليس لتغريدات عبد المومني الخارجة عن السرب لتزيد من حدة التفرقة والضغوطات.

فأن تعتبر نفسك مناضل حقوقي يا فؤاد لا يعني بالضرورة أن تكون منزّهاً من الخلل العقلي أو المراهقة المتأخرة.. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى