فتح قبر جنكيز خان قد يشعل فتيل الحرب العالمية الثالثة
قبر جنكيز خان بقى على مر القرون لغزا عصيا على الحل، على الرغم من محاولات علماء دوليين عديدة باستخدام أحدث التقنيات للعثور عليه، وخاصة في أعوام 1990 و2000، و2004.
جنكيز خان، مؤسس الإمبراطورية المغولية يعد واحدا من أكثر الشخصيات جدلية وشهرة، ومن بين الأكثر تأثيرا في التاريخ. هذا الخان كان حكم مساحة من الأرض تعادل القارة الإفريقية بكاملها، وتمتد من المحيط الهادئ إلى بحر قزوين.
حين توفى جنكيز خان في أغسطس عام 1227، وكان ناهز 65 من العمر، وبقي الأمر سرا، وجرى نقل جثته إلى منغوليا لدفنها.
قبر سري وأربعون امرأة :
بحسب كل من الرحالة ماركو بولو والمؤرخ رشيد الدين فضل الله الهمذاني، اتخذت إجراءات صارمة لإخفاء القبر تماما. من أمثلة ذلك، جرى قتل أي شخص صادف تحرك موكب الجنازة على طول الطريق.
أحد النصوص يذكر أن 40 فتاة صغيرة يرتدين ملابس فاخرة ويتزينن بالحلي الذهبية والأحجار الكريمة قتلن وتم دفنهن معه ليرافقنه في الحياة الأخرى.
جنكيز خان كان أوصى بأن يدفن في مسقط رأسه قرب نهر أونون. عمليات البحث عن قبر جنكيز خان لا تزال متواصلة منذ فترة طويلة من الزمن. يعتبر الخبراء المكان الواعد لقبر الخان العظيم هو جبل برخان خلدون والمناطق المحيطة به، حيث توجد مقبرة عائلة تيموجين، الاسم الأصلي لجنيكز خان.
هذا الجبل كان أعلن موقعا للتراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو، وبالتالي فإن أي حفريات بجواره غير مرجحة في المستقبل القريب. علاوة على ذلك لا تزال المعتقدات الشامانية تلعب دورا مهما في الحياة اليومية للبدو المنغوليين. هؤلاء السكان يعتقدون أن أسلافهم على قيد الحياة في أماكن مقدسة، وإزعاج قبورهم مرفوض تماما.
رواية شائعة أخرى تقول إن قبر جنكيز خان يوجد في قاع نهر سيلينجا. بعد جنكيز خان، قاد أبناء الإمبراطور الآلاف من العبيد إلى وادي النهر، حيت تم بناء سد وتغيير مجرى المياه. في تجويف في القاع الصخري تم وضع التابوت مع جسد الخان العظيم، وبعد ذلك، تحت جنح الليل، تم تدمير السد، وغرق جميع من شارك في عملية الدفن في الوادي بما في ذلك العبيد والحراس والجنود.
المفارز التي أشرفت على عملية الدفن وتدمير السد وقتل المجموعة التي تولت عملية الدفن، قامت بدفع قطعان من الخيول بشكل متكرر على طول ضفاف نهر سيلينجا لمحو أي اثر لمكان الدفن.
هؤلاء الجنود لم يكن مصيرهم أفضل. تم قتلهم بعد عودتهم من أداء المهمة، ولم يبق على قيد الحياة أي شخص كان على علم بمكان دفن جنكيز خان. سر قبر جنكيز خان دفن في آخر المطاف بشكل نهائي مع أبنائه.
مرت السنوات وتوالت الأزمة وفشلت كل المحاولات للعثور على قبر “خان المغول العظيم”. وفجأة أعلنت في عام 2013 وكالة تدعى “وورلد نيوز ديليبورت”، أن عمال كانوا يشقون طريقا بالقرب من نهر أونون في إيماج خينتي في منغوليا عثروا على مقبرة جماعية تحتوي على رفات العشرات ملقاة بين أكوام من الحجارة.
التقرير زعم أن علماء من جامعة بكين توصلوا على ان الهياكل العظمية المدفونة في القبر والبالغ عددها 68 تعود إلى القرن الثالث عشر، هي على الأرجح للعبيد الذين تولوا عملية دفن جنكيز خان وقتلوا بعد ذلك للمحافظة على سرية القبر.
أفيد أيضا في نفس التقرير بالعثور في المقبرة على بقايا رجل طويل القامة، يعتقد أنه لجنكيز خان، إضافة إلى هياكل عظمية يعتقد أنها لـ 16 امرأة، علاوة على مئات من الحلي الذهبية والفضية وآلاف من العملات المعدنية.
هذا التقرير لم يصمد طويلا. ظهر نفي من السلطات المحلية أكد أن البعثة الأثرية التي تحدث عنها التقرير لا وجود لها أصلا في السجلات، وأن السلطات المختصة لم تتلق أية تقارير عن مثل هذا الاكتشاف. علاوة على ذلك نفى مدير معهد الآثار التابع للأكاديمية المنغولية للعلوم جملة وتفصيلا اكتشاف قبر جنكيز خان، من قبل أي بعثة.
الكثيرون في منغوليا وفي المناطق المجاورة لديهم أسباب مختلفة تدفعهم إلى الإصرار على عدم انتهاك قبر جنكيز خان. بعض هؤلاء يعتقد أن قبر جنكيز خان إذا ما اكتشف، فسيسير العالم في طريق الزوال.
جذور هذه الأسطورة تعود إلى القائد المغولي الشهير تيمور لنك. قبر هذا الزعيم المغولي كان افتتح من قبل علماء الآثار السوفييت في عام 1941. بعد أيام من ذلك بدأ غزو القوات النازية الوحشي لأراضي الاتحاد السوفيتي. بالمثل، يتخوف أولئك الذين يصدقون هذه الأسطورة أن يؤدي اكتشاف قبر جنكيز خان إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.