عندما يحاول فؤاد عبد المومني مقارنة نفسه بالمهدي بن بركة أو مقارنة الشلاهبية بالوطنيين
يقال “لا مجال للمقارنة مع وجود الفارق”، لكن شيخ المراهقين كما يحلوا للبعض تسميته، فؤاد عبد المومني حاول رفع مستواه إلى سقف السماء، عندما صرح بعد قضائه لـ 48 ساعة تحت تدابير الحراسة النظرية، وقال لبعض وسائل الإعلام أن عناصر الأمن “اختطفوه”، وهي إحالة إلى قضية اختفاء المعارض المهدي بن بركة في ستينيات القرن الماضي.
حاول الناشط الحقوقي، الذي لا يدافع إلا عن مصالح عشيرته، تنصيب نفسه نفس مقام المهدي بن بركة وهما لا يستويان لا علميا ولا فكريا ولا حتى نضاليا، فحال عبد المومني كحال “العاهرة التي تتحدث عن الشرف”، والأكيد أن العاهرة أكثر شرفا ممن باع وطنه وطالب مرارا وتكرارا بتغيير النظام، من أمثال شيخ المراهقين.
حصل سيدهم عبد المومني، أي سيد من نصبوه مفكرا اقتصاديا لا يشق له غبار، على بكالوريا في العلوم التجريبية سنة 1976، ثم التحق بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، كما كان يرأس مؤسسة للقروض الصغرى “Al Amana”، بين 1997 و2010 قبل أن ينهب أموالها ويدفعها إلى تكبد خسائر مادية كبيرة، وهذا هو الاختصاص الحقيقي لعبد المومني وأصدقائه الذين أسموه بالمفكر الاقتصادي، من طينة المعطي منجب الذي توبع بتهم نهب أموال كانت موجهة لدعم جمعيات، وحسن بناجح الذي كان يسرق من صناديق دعم الطلبة، وغيرهم من أصحاب السوابق القضائية، قبل تعيينه في فبراير 2016 كاتبا عاما لترانسبرانسي المغرب (Transparency Maroc).
الأكيد أن “السيد مدوز 3 سنين حبس”، طبعا الأصدقاء يروجون على أنه معتقل سياسي سابق، وهو كان فقط ينتمي إلى نقابة تلاميذ الثانوي وأغلبهم كانوا ذو مرجعية جمهورية، أي أن الأخ-الرفيق عبد المومني، منذ 14 من عمره، تاريخ التحاقه بتلك النقابة، كان له فكر انفصالي ومناهض للوحدة الترابية، الشيء الذي لا ينكره، فهناك فيديوهات له على مواقع التواصل الاجتماعي كان يدعوا فيها إلى تغيير النظام.
إذن، كيف تسمح لنفسك بمقارنة هالة كبيرة في تاريخ المغرب وأنت لا تحذوا أن تكون مثل من يقارن الزنك بالألماس.
بالرجوع إلى تاريخ من تصرح أنك اختطفت مثلهم، فالمهدي بن بركة أكبر من أن تجعل من نفسك مقامه في درب النضال والمعارضة. فتاريخه كبير ولا يسعنا الوقت إلى العودة إلى كل حيثياته. حصل بن بركة (1920-1965) على البكالوريا ودبلوم بشعبة الدراسات الإسلامية، وكذلك على بكالوريا تخصص رياضيات بفرنسا قبل الانقطاع عن إكمال الدراسة بسبب الحرب العالمية الثانية، ليحصل فيما بعد على البكالوريوس بالجزائر. بعيدا عن نهايته الغامضة، فهو كان سياسيا محنكا وأكبر معارض اشتراكي للحسن الثاني. هو أيضا أحد مهندسي وثيقة المطالبة بالاستقلال، وكان رئيسا لحزب الاستقلال وقاد الحزب ليصدر جريدة “العلم”، كما شغل منصب رئيس المجلس الوطني الاستشاري وكانت له عدة تحركات من أجل استقلال المغرب.
فقط، مقتطف صغير من حياة بن بركة يبين أن عبد المومني لم يُختطف من قبل الشرطة، بل اقتادوه لاستنطاقه حول الاشتباه في ارتكابه أفعالا تتعلق بإهانة هيئات منظمة ونشر ادعاءات كاذبة، والتبليغ عن جريمة خيالية يعلم بعدم حدوثها، أما إشعال هالة أنا “مهم في هاد البلاد” ولا يجب على الشرطة معاملتي بهذا الأسلوب فهي مجرد ترهات يجب التخلي عنها… أم كنت تحب أن يرسلوا الاستدعاء عن طريق ساعي البريد أو يحضروك بالدقة المراكشية…. “زير معانا” أ السي المومني.