سليمان الريسوني ينتقل من لغة الدفاع عن حرية التعبير إلى لغة الحانات الرخيصة
انتبه كل من يتابع سليمان الريسوني، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إلى طبيعة الكلمات التي يستعملها في تدويناته الأخيرة وأقل ما يمكن أن توصف به أنها قليلة الحياء، بل حتى أنها رذيلة المستوى ولا يمكن أن تخرج من فم أحد ينعته الكثيرون بالصحافي واسع الخبرة والمثقف.
استعمل مصطلحات لا نسمعها سوى في الحانات أو عند المشاجرات في عرض أزقة الأحياء الشعبية، مصطلحات لا تنم عن مستوى من يناظر في حرية التعبير وحقوق الإنسان والترافع عن حق من يزعمون أنهم يعانون من مضايقات داخل البلد بسبب آرائهم وإن خالفوا الصواب.
سقط سليمان من القصر العاجي الذي حاول أن يضع فيه نفسه، منذ استفادته من العفو الملكي، والتباكي الذي تلاه بحجة أن تلك الالتفاتة الملكية جاءت لتصحيح أخطاء وليس عملا إنسانيا استفاد منه كما استفاد غيره ممن شملهم العفو الملكي، وكانت تدوينات قليلة كافيه لهدم كل ما بناه منذ زمن طويل.
أكد الريسوني، مرة أخرى، أن الصور التي يحاول إعطاءها عن نفسه لا تمثل حقيقة شخصه، أو كما يقال “الخلاف يكشف معادن النفوس”، وخلاف سليمان الريسوني مع من ينتقده أو يكتب عنه مقالات بسبب ما يفعل أخرج سليمان الحقيقي من سليمان الريسوني، ذلك الصحافي الذي رُوج له أن أُعتقل بسبب آرائه، ولا أدري كيف لمن يستعمل كلاما قبيحا، مثل ما قرئنا في تدويناته، أن تكون له آراء بالمستوى، فلسان الشخص هو مرآة لحقيقة المرء.
إن كان سليمان وأنصاره حريصون على الإدعاء أنهم يعانون من التشهير، وإن كان هذا مخالف لشروط استعمال الفضاء الأزرق، فإن سليمان تجاوز ذلك إلى السب والشتم العلني، جاعلا من حسابه أداة لتصفية حسابات شخصية، ولم يكتفي فقط بالسب غير المباشر، بل تجاوزه إلى ذكر الأشخاص نفسهم.
ما قام به الريسوني يمكن أن يجعله محل متابعة قضائية إن قام المعنيون بالأمر باللجوء إلى القضاء، وبعدها سنبدأ في سماع الأسطوانة الشهيرة أنه كان على السلطات القضائية متابعتي بقانون الصحافة عوض القانون الجنائي.
هنا وجب الذكر، وهذا يعلمه سليمان جيدا، أن ما يُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي لا تنطبق عليه مساطر قانون الصحافة ولكن ينطبق عليه القانون الجنائي، حيث سبق لوزير العدل، عبد اللطيف وهبي أن أكد أن النيابة العامة تتجه نحو تطبيق القانون الجنائي في ما ينشر على منصات التواصل الاجتماعي بدل قانون الصحافة الذي يمنع الاعتقال.
أظهر الريسوني صورة لا تنم عن النضال بشيء، بل تعطي فكرة أكيدة عن ماهية هؤلاء الأشخاص وأن النضال بالنسبة لهم هو فقط مطية أو حصان طروادة من أجل أهدافهم الشخصية.
رغم المستوى الذي أظهره الريسوني في تدويناته الأخيرة إلا أن هناك من ما يزال يدافع عنه وأنه على صواب، والأغرب هو نسبة التفاعل مع هذا النوع من الكلام المنبطح أو “المعاطية” على تطبيق الفيسبوك.
أكيد لن تكون المرة الأخيرة التي سيستعمل فيها سليمان الريسوني هذا الجانب من شخصه الآخر في تدويناته، ربما يعتقد أن جائزة للدفاع عن نفسه. فعلا أصبحت مواقع التواصل عبارة عن أسلحة رشاشة في يد أشخاص مرضى يرمون في كل الاتجاهات بلى وازع أو رادع، وما أصبحنا نشاهده فاق كل التوقعات والمبادئ الأخلاقية.