زاوية الرأي

سليمان الريسوني و أسلوب “الفيكتيميزم”

عقلية الضحية أو “Victim Mentality” بالإنجليزية هو سلوك ينهجه شخص من خلال تبني موقف من العجز أو الاستضعاف في مواجهة تحديات الحياة، وغالبًا ما يعتقد أو يظهر أن الأحداث السلبية التي تحدث له هي نتيجة لظروف خارجة عن إرادته أو نتيجة لأفعال الآخرين كما يتصف هذا النوع من الأشخاص بالميل إلى التركيز على معاناته بشكل مبالغ فيه، وقد يبالغ في تصوير نفسه في صورة الضعيف الذي لا حول له ولا قوة.

التصنّع العاطفي أو “الفيكتيميزم” لا يخلو منه كذلك مجال الصحافة و الإعلام، إذ نجد بعض المحسوبين على هذا المجال يبالغون في رسم صورة سيئة عن الآخر و اعتباره بمثابة “الجحيم” كما قال الفيلسوف جون بول سارتر.

و لأن المناسبة شرط سنسميه بالاسم.. سليمان الريسوني الذي ومنذ خروجه من السجن بعد استفادته من عفو ملكي، أفرط في التباكي سواء محليا أو دوليا و اعتبار نفسه ضحية استهداف من طرف المملكة.

الريسوني و في خضم دورانه في دوامته الفارغة، استنجد للمرة الثانية بالجريدة المعروفة بعداءها الكبير للمغرب، “الإنديبندينتي” الإسبانية، بعد أن خرج في حوار مع موقع أشكاين يقول فيه أنه لم يكن يعرف إطلاقا الصحفي الإسباني فرانسيسكو كاريون ، مدير الجريدة الاسبانية، عميل المخابرات الجزائرية، وأنه عند إجرائه لحوار معه في غشت 2024، لم يكن إطلاقا على علم بمواقفه العدائية الممنهجة تجاه المغرب ووحدته الترابية، وادعى أنه هو من اتصل به..

الريسوني يواصل الكذب و قد أحرجه فرانسيسكو كاريون هذه المرة بالقول أن الريسوني نفسه هو من مده بالرسالة التي حاول من خلالها تمرير مغالطات و ادعاءات لا أساس لها من الصحة، ملوحا بورقة التجسس عليه باستخدام برنامج بيغاسوس تارة، و كونه هدفا لحملة تشهير تارة أخرى.

زيادة على ذلك، فإن الريسوني يسعى للتشبث بمظهر “المقهور” متناسيا أفعاله المشينة التي تنوعت بين الاغتصاب و التشهير و الضرب في الأعراض، وهو ما يفسر توقيت هذه الخرجة التي تزامنت مع شروع الضحايا عبر دفاعهم في مباشرة المساطر القضائية المعمول بها، لتنفيذ الأحكام في شقها المدني، وبالتالي مطالبة المدانين بأداء التعويضات كما قضت بها المحكمة في حقه و زميله في “الحرفة” بوعشرين.

ختاما لا يسعنا سوى القول أنه على الصحفي المتباكي سليمان الريسوني مراجعة نفسه بين الحين و الآخر و النظر إلى أحواله بعين الناقد التي ينظر بها لأحوال سواه و الهبوط من برجه العاجي الذي جعله ينتقد أخطاء الآخرين و لا يرى أخطاءه !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى