بعد دعوات حرق فرنسا، و عبارة “Je partira pas”، جاء الدور على الدعاء لفرنسا بالأمن والأمان
انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة منصة “أكس” فيديوهات لجزائريين، مقيمين بفرنسا، الأول يوضح كيف يرفض المواطن الجزائري فكرة الترحيل من فرنسا وهو يردد عبارة “Je partira pas”، وفيديو آخر يظهر فيه إمام لمسجد بباريس، خلال خطبة الجمعة 10 يناير 2025، وهو يدعو الله بحفظ فرنسا وشعبها ومؤسساتها وجعلها بلدا آمنا، ناهيك عن فيديوهات سابقة لجزائريين يدعون إلى حرق البلد الذي آواهم، وهو ما يبين عن كثب انفصام شخصية المواطن الجزائري، فلا هو راضي بالعودة إلى ثالث أقوى اقتصاد في العالم حسب إدعاء الرئيس الجزائري تبون، ولا هو مرتاح في العيش بسابع اقتصاد في العالم ) فرنسا حسب تصنيف 2024(، بل ويسعى إلى تخريبه.
يبدو أن تغيير الخطاب من الكراهية إلى الدعاء بالأمن والأمان كان من بين تعليمات اجتماع المجلس الأعلى للأمن الذي ترأسه عبد المجيد تبون يوم الخميس 09 يناير 2025 وذلك بعد ملاحقة السلطات الفرنسية لعدة مؤثرين جزائريين مقيمين بالديار الفرنسية، بتهم “التحريض على العنف والكراهية” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصل عدد الموقوفين إلى ستة، كما قامت مؤخرا بترحيل المؤثر نعمان بوعلام، المعروف بـ”دولامن” بعد اتهامه بالتحريض على العنف ضد ناشطين معارضين لنظام الحكم في الجزائر، لكن السلطات الجزائرية رفضت استلامه وأعادته إلى فرنسا.
كيف لشعب يدعي أنه “شيكور” )ويعني الزعيم، صاحب الأمر والنهي الذي يفعل ما يريد ولا أحد يحاسبه( وأنه الند للند مع الدول الأخرى أن يتحول فجأة إلى ذليل يدعو لفرنسا في المنابر ويبكي لعدم ترحيله إلى بلده. فعلا الكائن الجزائري هو فقط “شيكور” في الكلام على مواقع التواصل الاجتماعي و”اللايفات”، أما في الحقيقة هو إنسان بدون قيمة يحاول أن يصنع لنفسه هبة وأهمية بين باقي شعوب العالم.
وقد أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، الجمعة 10 يناير 2025، أن بلاده “لن يكون لديها خيار آخر سوى الرد” إذا استمر الجزائريون في التصعيد ضد فرنسا، خاصة بعد رفض الجزائر يوم الخميس استقبال “دولامن”. أوضح جان نويل بارو أنه من بين “الأوراق التي يمكن تفعيلها” في حال استمرار الموقف التصعيدي من الجزائر، هناك “التأشيرات” و”مساعدات التنمية” وحتى “عدد من المواضيع الأخرى في مجال التعاون”. وأضاف الوزير الفرنسي عبر قناة “إل سي إي” أنه “مندهش” لرفض السلطات الجزائرية استعادة مواطنها الذي أصبحت قضيته أمام القضاء في فرنسا.
في نفس السياق، أطلق وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، تصريحات قوية انتقد فيها بشدة ما وصفه بـ”محاولات الجزائر إهانة فرنسا”، وأوضح كذلك الخطوات المحتملة التي قد تتخذها باريس للرد على ما وصفته بـ”التصعيد الجزائري”.
ولفت الوزير إلى أن الخيارات المتاحة تشمل دراسة حزمة من الإجراءات على أعلى مستوى، بما في ذلك تقليص عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين، وتجميد بعض الاتفاقيات الثنائية، فضلاً عن الحد من حركة الدبلوماسيين الجزائريين في فرنسا.
ويعد هذا التصعيد جزءًا من سلسلة من التوترات المستمرة بين الجزائر وفرنسا، التي شهدت مؤخرًا خلافات دبلوماسية عميقة حول العديد من القضايا، أبرزها اعتراف باريس بمغربية الصحراء و قضية الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، الذي تم احتجازه في الجزائر.
من جانبه، يقول الإعلام التابع لنظام الكابرنات أن بلاده مستهدفة في الأيام الأخيرة من طرف دوائر فرنسية رسمية وإعلامية وسياسية.
إن تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا ستكون له عواقب وخيمة على نظام الكابرنات في الجزائر جراء سياسة تبون وشنقريحة الشبيهة بأسلوب العصابات.