زاوية الرأي

المنسيات من فضائح كنبة توفيق بوعشرين

اتضح للجميع صحة ما كنا نكتبه ونقوله حول ملفات الاستغلال الجنسي الذي مارسه توفيق بوعشرين على العاملات اللواتي كن يشتغلن تحت إمرته وفي عقر مكتبه بعمارة الحبوس بمحج الجيش الملكي، خاصة بعد ظهور الفيديو الإباحي الذي يظهر فيه مؤسس جريدة “أخبار اليوم” رفقة عفاف برناني، السنتداريست التي أنكرت سابقا تعرضها للتحرش الجنسي أو اللفظي من طرف رئيسها في العمل، قبل أن نرى ونكتشف بأم أعيننا بأنه فعلا لم يكن تحرشا، لا جنسيا ولا لفظيا، بل كان ممارسة فعلية شادة.

إن كان القضاء قد أنصف، من جهة، ضحايا بوعشرين، ممن كانت لهن الشجاعة على مقاضاته، بالحكم عليه بالسجن النافذ لـ15 سنة قبل استفادته من عفو ملكي بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش المجيد، فمن جهة أخرى لا زال توفيق يتهرب من دفع مبالغ التعويضات المحكوم عليه بها ابتدائيا، والتي بلغت في المجموع 305 ملايين سنتيم، حتى لو أن حجم الضرر الذي لحق بهن كبير ولا يمكن لأي تعويض مادي أن يجبره.

رغم ظهور جزء من الأدلة التي أدين بسببها بوعشرين وإيداعه السجن، إلا أنه لا زال يمارس سياسة الهروب إلى أمام محاولا تبييض صورته الملطخة بدماء شرف العاملات، عبر ولوج عالم “البودكاست” على “اليوتيوب” والمحاضرة في الشرف كما تفعل العاهرة، مع احترامي لمن تمتن هذا العمل، فهن لا يجبرن أحد على فعل الشيء، بل حتى أن هناك هيئات لا زالت تدعمه وتسانده وتدين كل ما يكتب حوله وكأنه بريء مثل براءة الذئب من دم يوسف .

لم يشمل التضامن فقط المعني بالأمر، بل شمل حتى زوجته أسماء الموساوي بدعوى أنها تتعرض لحملات تشهير على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية. مع كل الأدلة التي ظهرت ما زال هناك أشخاص يحاولون جاهدين تغطية “الشمس بالغربال في حق توفيق بوعشرين، حتى لو أن أهدافهم غير واضحة في هذا الصدد ومدى إصرارهم على ذلك، بل حتى منهم من وصفه بـ “سلطان الصحافة”، لكن الحقيقة أن بوعشرين كان فقط زير نساء ومغتصب بالتسلسل.

بالعودة إلى المنسيات من فضائح كنبة مؤسس جريدة “أخبار اليوم” وموقع “اليوم 24″، فإن كانت ملفات من قاضينه قد كشفت حقيقته، إلا أن هناك عديد من ضحاياه ممن لم يكشف عن أسمائهن، حفظا لكرامتهن أو خوفا من أحكام أسرهن وأحكام المجتمع.

خلافا للعاملات، اللواتي أجبرن على الممارسة فوق كنبة بوعشرين حفاظا على عملهن، حتى بعض اللواتي كن راغبات في الاستفادة من دورة تدريبية في جريدة “أخبار اليوم” لم يسلمن من تحرش بوعشرين، بالإضافة إلى الصحفيات المهنيات اللواتي كن يرغبن في الاشتغال معه قبل تغيير الوجهة، ناهيك عن الصحافيات اللواتي قدمن استقالتهن من العمل بنفس الصحيفة، لكن لا أحد تساءل عن السبب، بعيدا عن الرغبة في التغيير أو تحسين العائدات المالية. ألم تكن هناك أسباب أخرى دفعتهن للرحيل ؟

إن كان ما ظهر في قضية بوعشرين خلال محاكمته كان كافيا لإدانته وسجنه، لكن ما خفي وما وقع داخل مكتبه فهو أكبر من أن يتصوره الإنسان، لأن هناك عديد من الشابات اللواتي عانين من طغيانه وربما لا زلن محتفظات بجروح وآلام ما تعرضن له إلى يومنا هذا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى