الفرق بين حكمة بيان وزارة الخارجية المغربية وبيان حماس
تفاجئ المهتمون بالشأن الدولي والعربي خاصة بكلمة الشكر التي وجهها القيادي في حركة “حماس” خليل الحية، عبر قناة الجزيرة، ساعات بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حماس وإسرائيل، إلى الدول التي ساندت فلسطين، حيث ذكر 15 دولة بالاسم، منها الجزائر وجنوب إفريقيا وإيران بالإضافة إلى حزب الله، في تجاهل تام لذكر اسم المغرب، رغم كل ما قدمته المملكة المغربية تجاه القضية الفلسطينية والمساعدات التي أرسلتها إلى الغزاويين، وكيف كانت المملكة المغربية أول بلد يرسل المساعدات الإنسانية عن طريق البر، إلى السكان الفلسطينيين في غزة والقدس، أي 5 أشهر بعد اندلاع حرب 7 أكتوبر، ناهيك عن المساعدات الطبية والمالية.
ويظهر أن الحية أصر، خلال كلمته التي أسماها بالنصر الكبير، على شكر الدول التي تتضامن مع فلسطين فقط بالشعارات على مواقع التواصل الاجتماعي، أما الدول التي ساندت فعليا الفلسطينيين فقد تم تجاهلها كالمغرب والمملكة الهاشمية رغم حجم المساعدات التي أرسلوها إلى الفلسطينيين عامة وسكان غزة خاصة.
لا أدري هل فعلا كان ذلك نصرا كبيرا لحماس على حساب إسرائيل إذا أن حصيلة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين بلغت، إلى حدود 17 يناير 2025، 46.876 شهيد وإصابة 110.642 آخرين منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، وهناك أحاديث عن حوالي 100 ألف مفقود و120 ألف ممن فقدوا أطرافهم ومليون ونصف فقدوا منازلهم حيث تم تدمير 91 بالمائة من قطاع غزة.
سيرا على مقولة “دير الخير ونساه”، أصدرت وزارة الخارجية المغربية بيانا، الجمعة 17 يناير 2025، على بعد يومين من دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ تشيد فيه بالتقدم المحرز في أفق وقف القتال والهجمات على المدنيين التي اندلعت منذ 7 أكتوبر 2023.
وذكر البلاغ أن المملكة تدعو الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى إعطاء فرصة للسلام والتحلي بالتزام صادق وبناء، بعيدا عن الاعتبارات الظرفية أو المصلحية .
وأعربت المملكة عن أملها في أن يتم احترام اتفاق وقف إطلاق النار هذا بشكل كامل، وأن يمكن من وقف الهجمات ضد المدنيين، وعودة النازحين والولوج السلس وبكميات كافية للمساعدة الإنسانية.
وأوضحت أن اتفاق وقف إطلاق النار من شأنه أن يفتح الطريق أمام مسلسل حقيقي للسلام، يمكن من إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب في سلام مع إسرائيل.
ويؤكد بيان الخارجية المغربية الفرق بين حكمة دبلوماسية دولة وواحدة من أقدم الملكيات في العالم وحركة لا تمثل حتى كل الفلسطينيين، بل فقط شيعة منهم ممن يناصرون حزب الله وإيران وممن لا يهتمون بأرواح الغزاويين أنفسهم، بل هم من أدخلوهم في حرب ضروس ووابل من القنابل لا حول ولا قوة لهم عليها.
بالرغم من أن بيان وزارة الخارجية جاء بعد تصريحات القيادي في حركة “حماس”، إلا أن المملكة المغربية لم تعر أي اهتمام لممثل حماس، الشيء الذي يجعل من كلامه مجرد كلام لا يمثل إلا الحركة وأن سياسة المغرب تجاه القضية الفلسطينية قائمة على أسس إنسانية ولن تتغير بتغير الأشخاص أو تصريحاتهم على القنوات الفضائية.