توفيق بوعشرين يصب الزيت على النار من خلال قراءة مغلوطة في أرقام الإحصاء الأخير بالمغرب
سيعتقد لوهلة، من شاهد البودكاست الأخير لتوفيق بوعشرين “كلام في السياسة“، الذي نشره يوم الثلاثاء 21 يناير 2025 على قناته باليوتيوب، أن المغرب يعيش على صفيح ساخن وأن هذا من استنتاجات قراءته لفنجان المغرب، على ضوء خلاصات أرقام الإحصاء الأخير الذي شهده المغرب، وأن هذه القراءة لا تحمل غير وقائع الاحتقان المستقبلي في البلد سبب وصول نسبة التمدن إلى 2/3 من مجموع الساكنة، وهذا ما سيعجل بالخروج إلى الشارع والتوترات الاجتماعية والفقر والإجرام والتطرف في ضواحي المدن، وأن كل هذا مثل قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار.
ويضيف أن معدل الاستقرار تحيط به عدة أسئلة ما تزايد استعمال الشباب للهواتف الذكية والانترنيت، وأنه في غياب التأطير السياسي، ستصبح هذه مثل حطب جاف تنتظر عود ثقاب للاشتعال.
من خلال ما شاهدته، بوعشرين وعشيرة المدافعين عن حقوق بعضهم، يروجون لنفس الخطاب : “عرض سياسي جديد”، “انفراج سياسي وحقوقي”، “الحوار الوطني”، “عقد اجتماعي جديد”، و”الإصلاحات السياسية” و”الإصلاحات الإعلامية”، وما غير ذلك من الكلمات الفضفاضة، وكأن المغرب لا يعرف أي تغيير، أو ربما لم تسمح له سنوات بالسجن لينظر إلى كل ما تحقق، وهو بعظمة لسانه سبق وأن غير من رأيه حول مشروع TGV وتقدم البنية التحتية في المملكة.
لماذا يحاولون إعطاء صورة سوداوية عن المغرب وعن كل ما تحقق في هذا البلد، وأننا نتجه فقط إلى الخراب والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية؟ أليس هذا محاولة يائسة منهم لزرع الفتن عبر إيهام الناس بغياب الأمن والاستقرار في البلد وأن القادم أسوء؟
أليس هذا حث ضمني للناس على التظاهر والخروج إلى الشارع؟ هل محاولة التغيير أو وربما إحداث الفرق غدا، كما جاء في تدوينة لبوعشرين على حسابه بالفيسبوك”، يكون بتشكيك الناس في أمن واستقرار وطنهم، وأن مستقبلهم غامض، بل حطب ينتظر الاشتعال بعود ثقاب؟
خاطئ، وألف خاطئ من يعتقد أن من هم على شاكلة توفيق بوعشرين، وحسن بناجح، بوق ومدون جماعة اللا عدل واللا إحسان، وفؤاد عبر المومني وعزيز غالي، واليوتيوبر حميد المهداوي وغيرهم من خونة الوطن، سواء في الداخل أو الخارج، ممن يناظرون على مواقع التواصل الاجتماعي ويتحدثون بإسهاب عن حقوق الإنسان وحرية التعبير، أنهم يريدون خيرا بهذه المملكة، بل يسعون إلى خرابها بكل الأشكال، لأنهم مثل الضباع لا يقتاتون إلا على الجيف، فالاحتقان الاجتماعي ونزول الناس إلى الشارع أصبح يشكل بالنسبة لهم أصل تجاري لربح المال عبر التخابر الأجنبي ومد المنظمات غير الحكومية بالتقارير عما يقع في البلد.
يحاولون اللعب على الوتر الحساس للمواطن، أي الاستقرار وأن مستقبله مظلم، مما سيدفع ضمنيا هذا المواطن للنزول إلى الشارع والمطالبة بالإصلاح وتعزيز الأمن للمحافظة على مكاسبه، وما غير ذلك، وهذا دفع بخبث إلى حدود هذه الأشياء.
لقد تكالبوا على هذا البلد المستقر الآمن، يريدون النيل منه بكل الطرق من خلال جعل الناس تشكك في مصداقية البلد ومؤسساته وقدرتها على تسيير البلد وجعله في مصاف الدول النامية.
ينتقدون كل شيء يتحرك في هذا البلد، ولا يدركون أن مغرب اليوم ليس كمغرب الأمس، وأن أشياء كثيرة تحققت، يكفيهم أن يساءلوا لماذا اختار أكثر من 17 مليون سائح زيارة المغرب مؤخرا، وكيف أصبح البلد أول وجهة سياحية إفريقيا؟ كيف لهؤلاء السياح أن يختاروا بلدا يوجد على صفيح ساخن لزيارته ؟ وكيف للإتحاد الإفريقي لكرة القدم أن يمنح بلادا غير آمن وغير مستقر شرف تنظيم كأس أمم إفريقيا لسنة 2025 ؟ وكيف للإتحاد الدولي لكرة القدم أن يمنح المغرب، مناصفة مع إسبانيا والبرتغال، شرف تنظيم كأس العالم 2030؟
الأكيد أن كل إدعاءاتكم كاذبة وربما هي غيرة مما يحققه المغرب من انتصارات في عدة ميادين، منها الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية أو حتى الرياضية، لأنها خالفت كل توقعاتكم السياسية منذ خروج المغاربة في 20 فبراير.