ثقافة و فن

فيلم روتيني يتعرض للقرصنة و المنتجون يلجؤون للقضاء

قرر منتجو فيلم “روتيني”، الذي تم عرضه في القاعات السينمائية المغربية ابتداءً من 22 يناير الماضي، اللجوء إلى القضاء بعد تعرض الشريط للقرصنة و نشره على موقع “يوتيوب” من طرف العديد من القنوات.

وأفادت شركة الإنتاج “كونيكسيون ميديا“، التي أسسها محمد الجامعي ومعاذ غاندي، بأنها اتخذت إجراءات قانونية صارمة لمكافحة القراصنة الذين يشكلون تهديدًا كبيرًا لصناعة السينما في المغرب.

وقال مصدر مطلع إن مفوضًا قضائيًا تم استدعاؤه إلى مقر الشركة مساء الإثنين لإثبات حادثة القرصنة وتوثيق نشر فيلم “روتيني” على المنصات الرقمية، وذلك تمهيدًا لملاحقة المسؤولين عن هذا الفعل قانونيًا ومعاقبتهم.

و تنوي الشركة تقديم شكوى رسمية للتحقيق في كيفية تصوير فيلم “روتيني” بالكامل داخل إحدى قاعات السينما باستخدام معدات احترافية.

وأشار المصدر إلى أن التقصير من قبل إدارة إحدى القاعات السينمائية ساهم في وقوع هذه الحادثة، ما أسفر عن خسائر كبيرة لشركة الإنتاج والقاعات السينمائية، خاصة بعد أن تم مشاهدة فيلم “روتيني” من قبل مئات الآلاف عبر “يوتيوب”.

وأكد منتجو فيلم “روتيني” أنهم مصممون على المضي قدمًا في القضية “بلا تساهل”، ليس فقط بهدف تعويض الأضرار المالية، ولكن أيضًا لحماية صناعة السينما الوطنية من القرصنة التي تتسبب في أضرار فادحة للمنتجين والمستثمرين.

وتعتزم الشركة مراسلة المركز السينمائي المغربي للانضمام إلى الدعوى القضائية كطرف متضرر، نظرًا لأن هذه الممارسات تشكل تهديدًا مباشرًا للصناعة السينمائية. ويأتي ذلك في وقت يُعد فيه المركز اللمسات الأخيرة على مشروع قانون جديد يهدف إلى تنظيم القطاع وتطويره.

كما يخطط صانعو فيلم “روتيني” للتواصل مع لجنة التعليم والثقافة والاتصال في البرلمان للمطالبة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية الإنتاجات السينمائية من القرصنة، كما يسعون من خلال هذه الخطوات إلى تحقيق تغيير جذري في المشهد السينمائي المغربي، والعمل على القضاء على الظواهر السلبية التي تهدد استدامة الإنتاج السينمائي وتتسبب في خسائر مالية ضخمة للمنتجين والمؤسسات العمومية.

لقطة من كواليس تصوير فيلم روتيني

ويحكي فيلم “روتيني” قصة نورا التي تلعب دورها مجدولين إدريسي، وهي ربة منزل، تقرر مشاركة يومياتها في وسائل التواصل الاجتماعي، لتقع في مواقف تحول حياة عائلتها إلى كابوس، وهذه السيدية متزوجة من عبد الواحد (عزيز داداس)، وهو محام يجد نفسه في السجن.

و يعتير فيلم “روتيني”، عملًا فنيًا يحمل في طياته رسالة قوية حول سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه لا يقدم هذه الرسالة بشكل تقليدي، بل اختار تقديمها في قالب كوميدي، مما يجعل القصة أكثر جذبًا وارتباطًا بالجمهور.

و يسعى منتجو الفيلم إلى تسليط الضوء على الأثر السلبي للتواصل الرقمي على حياة الأفراد والعائلات، مستعرضين العديد من المواقف التي تكشف كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تتحول إلى عامل معيق في العلاقات الشخصية، بل وأن تساهم في خلق أزمات كبيرة للأشخاص.

كما تم تصوير فيلم “روتيني” في مدينة الدار البيضاء، إحدى أبرز المدن المغربية التي توفر خلفية رائعة تجمع بين الحداثة والتراث، حيث جرت غالبية مشاهد الفيلم في أحياء متنوعة ومعروفة بالمدينة، إذ استغل المخرج هذه البيئة الحضرية لتكون جزءًا أساسيًا في بناء السيناريو، حيث تنعكس كل زوايا المدينة في تصرفات الشخصيات وفي تطور الأحداث.

و شارك في هذا الفيلم مجموعة من أبرز الممثلين في الساحة الفنية المغربية، الذين أضافوا لمساتهم الخاصة للعمل الفني. من بين هؤلاء الممثلين نجد عزيز داداس، الذي يلعب دور شخصية محورية، وماجدولين الإدريسي التي تجسد شخصية نورا، الزوجة التي تقرر مشاركة حياتها اليومية على منصات التواصل الاجتماعي. كما يشارك في الفيلم رفيق بوبكر، وسعاد العلوي، وعبد الإله عاجل، وعبد الحق بلمجاهد، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأسماء الفنية التي أضفت على الفيلم بعدًا فنيًا استثنائيًا، مما ساعد في تقديم أداء متكامل يعكس واقع المجتمع المغربي.

مشاهدة المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى