زاوية الرأي

عبد اللطيف حموشي يواصل نيل الإشادات الدولية

وٌشح يوم أمس الأحد، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، بوسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الأولى و هي أسمى الجوائز التي تمنح للشخصيات الأمنية القيادية التي كان دورها مهما ولها إسهام متميز في ضمان الأمن والاستقرار على المستوى العربي وذلك ضمن أشغال الدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب التي تحتضنها تونس.

و يمكن قراءة هذا التتويج الذي ناله عبد اللطيف حموشي، في سياق أنه أكثر من مجرد تكريم لشخصه فحسب، بل هو اعتراف ضمني بنجاح السياسة الأمنية المغربية التي أظهرت كفاءتها العالية على جميع الأصعدة، سواء في مكافحة الإرهاب، أو مواجهة الجريمة المنظمة، أو في تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي الفعّال بين الدول العربية.

و يعد حموشي أحد أبرز الشخصيات الأمنية في العالم العربي، بل وأحد النماذج الرفيعة للمسؤول المتفوق والمهني يشهد على ذلك التقدير الكبير الذي حظي به في عدة دول، من بينها فرنسا وإسبانيا، حيث تم تكريمه بتوشيحات وأوسمة رسمية من طرفها، بالإضافة إلى تشريفه من قبل جلالة الملك محمد السادس بنيله وسام العرش من درجة فارس سنة 2011، و هو ما يثبت أن هذه الجوائز و الاحتفاءات لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة للعمل الدؤوب والمتميز الذي يقوم به الرجل في المجال الذي يشرف عليه، الأمر الذي جعله شخصية دولية تحظى باحترام وتقدير على أعلى المستويات.

و استطاع عبد اللطيف حموشي منذ توليه منصبي المدير العام للأمن الوطني و لمراقبة التراب الوطني، بناء شراكات أمنية مع العديد من الدول الرائدة في هذا المجال، مثل ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية و توقيع اتفاقيات و بروتوكولات تسعى لتعزيز التعاون الدولي في مجالات محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية الشيء الذي جعل من المملكة المغربية بمثابة شريك رئيسي في مجال الأمن الدولي.

وفيما يخص الإصلاحات الداخلية، فقد استطاع حموشي إحداث تغييرات جذرية داخل المؤسسة الأمنية، حيث عمل على تحديث هذه المؤسسة بشكل مستمر، مع تحسين جودة الأطر المشتغلة بها و إيلاء أهمية قصوى إلى الجانب المالي والإداري و الاجتماعي للعناصر الأمنية بشكل مستمر، ناهيك عن حرصه على تطبيق مقولة “الرجل المناسب في المكان المناسب” في كل التعيينات أو التغييرات التي يشرف عليها.

عبد اللطيف حموشي
عبد اللطيف حموشي

 و مع تزايد خطر التطرف، صار المغرب بفضل حموشي و الذي يعد أحد أكبر المتخصصين في “الخلايا الإرهابية”،  مثالا يحتذى به في محاربة هذا النوع من الفكر من خلال التفكيك الناجح للعديد من الخلايا الراديكالية التي كانت تهدد أمن وسلامة المواطنين، آخرها العملية التي جرت بمدينة “حد السوالم”، مما يعكس يقظة أجهزة الأمن الوطني و الاستخباراتي في مواجهة التهديدات الأمنية المتجددة.

من جانب آخر، و نتيجة لمجهودات حموشي في تسويق صورة طيبة عن المؤسسة الأمنية الوطنية على الصعيد الدولي، نال المغرب ثقة الأشقاء القطريين للمشاركة في تأمين كأس العالم 2022 في قطر، حيث تم إرسال خيرة الأطر الأمنية المغربية للمساهمة في إنجاح هذه التظاهرة الرياضية العالمية و التي شكلت أيضا فرصة مهمة لإثبات كفاءة المغرب في تأمين الأحداث الكبرى، وساهمت في تعزيز سمعة المغرب على الساحة الأمنية العالمية.

في نفس السياق، فقد سبق للملكة المغربية أن احتضنت فعاليات وأشغال المؤتمر الـ47 لقادة الشرطة والأمن العرب، و التي أشرف حموشي شخصيا على ترؤسها، وذلك بحضور شخصيات أمنية بارزة أهمها رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “إنتربول”، ورئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، بالإضافة إلى رؤساء أجهزة الشرطة والأمن في عشرين دولة عربية وست منظمات دولية وإقليمية.

و على ذكر “الإنتربول“، فقد وقع اختيار هذه الأخيرة على المملكة المغربية من أجل احتضان أشغال الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة المقرر تنظيمها سنة 2025، معللة ذلك بالعلاقات الجيدة التي تقيمها مصالح الأمن المغربية مع نظيراتها الأمريكية والأوروبية على وجه الخصوص، والاعتراف بخبراتها و بالنجاحات التي حققتها المملكة على صعيد الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.

و بالرغم مما يتعرض له حموشي خاصة و المؤسسة الأمنية بصفة عامة من محاولات “خسيسة” تحت إشراف ثلة من العدميين و المتشائمين للتشويش على مصداقيتهم، فإن الرجل يفضل البقاء في الظل بعيدًا عن الأضواء، ويؤمن أن الإنجازات تتحدث عن نفسها أكثر من التصريحات الإعلامية كما اختار أن تكون أعماله هي الشاهد الحقيقي على نجاحه مركزا على جهوده بتحقيق نتائج ملموسة ومستدامة بدلاً من البحث عن الأضواء والظهور المستمر في وسائل الإعلام.

إن توشيح عبد اللطيف حموشي بهذا الوسام هو تقدير مهم لأحد أبرز المسؤولين الأمنيين بالمغرب، لكنه في الآن ذاته، تجسيد للموقع المؤثر الذي بات يشغله بلدنا في المعادلة الأمنية العربية والدولية، فضلا على أنه حلقة جديدة في مسلسل من النجاحات التي تؤكد أن المملكة المغربية الشريفة، بقيادة حموشي وأجهزته الأمنية، ستظل دائما في طليعة الدول التي تجعل من الأمن والاستقرار ركيزة أساسية للتنمية والتقدم.

مشاهدة المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى