العالم العربي

الضحايا بالآلاف .. مصر تشهد إحدى أكبر عمليات الاحتيال الإلكتروني في تاريخها

شهدت مصر إحدى أكبر عمليات الاحتيال الإلكتروني في تاريخها، بعد انكشاف حقيقة منصة FBC، التي استدرجت آلاف المصريين بوهم تحقيق أرباح خيالية عبر التسويق الإلكتروني، قبل أن تختفي فجأة، تاركة خسائر تقدر بنحو 6 مليارات جنيه.

واستخدمت المنصة نظام الاحتيال الهرمي، حيث دفع المشتركون مبالغ تتراوح بين 5 آلاف و20 ألف جنيه للحصول على مهام ترويجية، مقابل أرباح تصل إلى 450% بشرط جذب مشتركين جدد. وسرعان ما انتشرت المنصة، مستغلة البحث عن فرص استثمار بعد صرف عوائد شهادات الـ30% البنكية، حيث وصل عدد الضحايا إلى 15 ألف شخص خلال أسابيع قليلة.

وقبل أيام من إغلاق التطبيق، نظم القائمون على المنصة حفل عشاء فاخر بمدينة إمبابة، لإيهام المشتركين بمصداقية المشروع، لكن الصدمة جاءت عندما اختفى المسؤولون، وأغلق التطبيق فجأة. وعند محاولة الضحايا سحب أرباحهم، واجهوا رسالة تزعم أن المنصة تعرضت لهجوم إلكتروني، قبل أن يتم إغلاق جميع أرقام هواتف القائمين عليها، مما كشف عن المخطط الاحتيالي.

وأظهرت التحقيقات أن المنصة ادّعت تبعيتها لشركة بريطانية تحمل اسم FBC (FUTUREBRAND) LIMITED، إلا أنه لم يتم العثور على أي سجل لها في بريطانيا، بينما تبين وجود شركة تحمل نفس الاسم في الصين لا علاقة لها بالمجال الذي روّجت له المنصة. ومع تصاعد البلاغات، فتحت الأجهزة الأمنية تحقيقًا واسعًا، وتم القبض على أحد المشتبه بهم في محافظة البحيرة، وسط محاولات لكشف هوية المسؤولين الحقيقيين عن المخطط.

وتعيد هذه الواقعة للأذهان فضيحة “QNET”، حيث استُخدمت وسائل التواصل الاجتماعي بذكاء لجعل عملية الاحتيال تبدو أكثر مصداقية. ومع تكرار هذا النوع من الجرائم، يطالب الخبراء بتشديد الرقابة على المنصات المالية الإلكترونية لحماية المواطنين من الاحتيال الرقمي المتطور.

مشاهدة المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى