فيروس الظاهرة المهداوية وخطرها على البلاد

أعتقد أن أكثر ابتلاء عرفه المغرب في السنوات الأخيرة، ليس الجفاف الذي عرفته بلادنا في السنوات الأخيرة، ولا زلزال الحوز أو الفيضانات الأخيرة أو سعار كابرنات الجزائر وتجنيدهم للأتباع من أجل مهاجمة المغرب، بل أخبث بلاء عرفه المغرب في السنوات الأخيرة، هو ما بات يعرف بالظاهرة المهداوية، نسبة إلى مؤسسها حميد المهداوي.
لا تفرض الظاهرة المهداوية على صاحبها أن يكون مثقفا أو أن يزن كلامه وما يخرج من فمه، أو أن له خط تحرير وأفكار ومعتقدات يدافع عنها، بل هي فقط ظاهرة حكواتية يمكن من خلاها أن تقدم معلومات خلال هذا اليوم، ويمكن أن تقوم بتكذيبها غذا أو بعد غذ ولا أحد يعير الاهتمام لما حدث.
أصبح المهداوي عبارة عن مادة لتمرير مغالطات خطيرة حول البلد، فلم يعد يكتفي بالحديث عن منافسي أصدقائه الفاسدين، من منتخبين وغيرهم، ممن يجودون عليه بالهدايا والأموال مقابل التستر على فضائحهم، بل أصبح يشكل تهديد ضمنيا لأمن البلد، والكل يتذكر عندما قال خلال أحد فيديوهاته “كيف تريدون من البوليساريو أن تقبل الحكم الذاتي وأنتم تهدمون فيرما المهداوي التي بنيت بدون ترخيص إداري”.
ليس فقط هذا، بل حتى دفاعه عن جارة السوء عبر ترديده “را حنا خاوة”، ناهيك عن استقبال أشخاص على قناته همهم الوحيد الضرب في الدولة والتقليل من عمل المؤسسات، حيث يفتح لهم المجال للحديث ودون حواجز، بل في حالات عديدة يأكل الثوم عن طريق أفواههم.
المهداوي، رجل القانون والحامل بأن يكون محامي مثل قدوته عبد اللطيف وهبي، فرغم الخلاف إلا أنه يحبه ويتمنى أن يكون مثله، على عبارة المغاربة “يخ منو وعينو فيه”.
بالعودة إلى موضوع الوزير وهبي، المهداوي استغل الفيديو، الذي نشره الأربعاء 12 مارس الجاري على قناته باليوتيوب، للعودة إلى تصريح سابق للوزير عبد اللطيف وهبي “حين نعت، من يهينون ويشتمون المغاربة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بالكلاب وأنه يجب تأديبهم“.
عاد المهداوي ليحور محتوى ما صرح به الوزير وهبي واكتفى بالتركيز على عبارة الكلاب كمن يكتفي بعبارة “ويل للمصلين”، بل لم يكتفي بهذا وربطها بعمليات تبادل الأسرى المطلوبين من طرف دول أجنبية، وأن الدول التي شاهدت كلمة وهبي سترفض تسليم المغرب أي مطلوب قضائيا، ولم يكتفي بهذا بل صرح أن هذا إعلان صريح بوجود تعذيب الناس عند البوليس والجوندارم.
قضى المهدواي ثلاث سنوات في السجن ولم يتكلم يوما عن التعذيب سواء في التحقيق أو خلال مرحلة السجن، واليوم عندما أصبح متابع من طرف وزير العدل وهبي، تحولت بقدرة قادر تصريحات إلى أدلة على وجود التعذيب.
هل عانى حميد المهداوي من التعذيب خلال مراحل البحث والاستنطاق أو الإستماع أو التوقيف وما غير ذلك من إجراءات قانونية ؟ لا أعتقد، وإن كان له دليل على ذلك، كما حوّل كلمة لوزير على أنها دليل على وجود التعذيب، فليأتنا بالدليل القاطع على وجود التعذيب. فيروس الظاهرة المهداوية وخطرها على البلاد، أن مثل هذه التصريحات، هي نفسها التي سنجد غذا في القنوات التلفزيونية الرسمية الجزائرية ومواقع التواصل الاجتماعي والقول أن صحفي مغربي يؤكد وجود التعذيب في مراكز الشرطة والدرك المغربي.