أخبار الجزائر

“ترند الباراسيتامول” القاتل يثير الذعر بالجزائر وسط تخوفات من انتقاله إلى المدارس المغربية

أثار ما يُعرف بـ ” ترند الباراسيتامول ” موجة من القلق في الجزائر، بعد تسجيل أولى الإصابات المرتبطة به داخل الأوساط المدرسية، وهو تحدٍّ خطير انتشر في أوساط المراهقين على منصات التواصل، يقوم على تناول جرعات مفرطة من دواء “الباراسيتامول” بهدف التباهي أو اختبار التحمل. 

كما حذرت وزارة التربية الجزائرية، في مذكرة استعجالية، من تداعيات هذا التحدي الذي وصفته بالكارثي، داعية إلى تنظيم حملات تحسيسية موجهة للتلاميذ وأوليائهم، وتوفير المعلومات حول المخاطر الصحية المرتبطة بالاستهلاك غير الواعي لهذا الدواء المنتشر بكثرة في المنازل والصيدليات.

وأكدت السلطات الجزائرية تسجيل حالة إصابة لتلميذ بولاية المدية، بعد تناوله كمية كبيرة من أقراص الباراسيتامول، ما استدعى نقله بشكل عاجل إلى المستشفى، وسط حالة من الاستنفار والتخوف من تكرار الحادث في مؤسسات تعليمية أخرى.

ويُذكر أن هذا الترند لم يقتصر على الجزائر، إذ سبق أن رُصد ظهوره في الولايات المتحدة خلال صيف 2023، قبل أن ينتقل إلى بلجيكا، فرنسا، بلغاريا ودول أوروبية أخرى، حيث أطلقت السلطات الصحية هناك تحذيرات مماثلة. كما أوردت صحيفة “غازيت فان أنتويرب” البلجيكية أن هذا التحدي دفع بعض المراهقين إلى التنافس حول من يمكنه البقاء مدة أطول في المستشفى بعد تناول أقراص مسكنة بجرعات قاتلة.

وتؤكد الهيئات الطبية الأوروبية، من ضمنها مركز مكافحة السموم البلجيكي ووزارة الصحة البلغارية، أن التناول المفرط للباراسيتامول قد يؤدي إلى تلف حاد في الكبد، قصور كلوي، اختلالات في وظائف الدماغ، أو حتى الوفاة في الحالات القصوى، داعية إلى تشديد الرقابة على بيع هذا الدواء، خصوصًا لدى القاصرين.

وقد يتسبب الباراسيتامول في حالة تسمم خطيرة إذا تم تناوله بجرعات عالية، ما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل تلف الكبد والكلى، أو حتى اختلالات في وظائف الدماغ.

ويأتي هذا التطور في ظل الانتشار السريع للظاهرة عبر تطبيق “تيك توك”، الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى منصة خصبة لمثل هذه التحديات، في غياب رقابة فعالة على المحتوى الذي يُستهلك من طرف فئات عمرية حساسة.

ويُخشى أن يمتد هذا الترند إلى دول عربية أخرى، بما فيها المغرب، خاصة مع تشابه المعطيات الاجتماعية وسهولة اقتناء الباراسيتامول دون وصفة طبية. وهو ما يدفع إلى ضرورة التحرك الاستباقي من طرف وزارتي التربية والصحة، من خلال توعية التلاميذ وأسرهم بمخاطر هذه الممارسات، وتقييد بيع الأدوية الحساسة دون مراقبة.

مشاهدة المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى