أخبار المغرب

شبكة للابتزاز الجنسي يقودها قاصر تهز وادي زم

اهتزت مدينة وادي زم على وقع فضيحة رقمية خطيرة، عقب تفكيك شبكة للابتزاز الجنسي يتزعمها قاصر يبلغ من العمر 16 سنة، ويعاونه شريك راشد، في قضية أثارت استنكارًا واسعًا، بعد أن كشفت التحريات تورطهما في استدراج عدد من الضحايا وتصويرهم خلسة بغرض ابتزازهم ماليا.

وقد أصدرت المحكمة الابتدائية بوادي زم، خلال الأيام الأخيرة، حكمًا بالإدانة في حق المتهم الراشد، من مواليد سنة 2002، بعد متابعته في حالة اعتقال بتهمة المساهمة في النصب والحصول على مبالغ مالية عن طريق التهديد بإفشاء أمور شائنة، إذ قضت في حقه بسنة واحدة حبسًا نافذًا، وغرامة مالية قدرها 5000 درهم، مع مصادرة هاتف وحاسوب محمول.

وجاءت هذه التطورات عقب شكاية تقدم بها أحد الضحايا المنحدرين من دائرة تملالت بإقليم قلعة السراغنة، أكد فيها تعرضه للابتزاز بعد محادثات جرت عبر تطبيق “سناب شات”، مع حساب ينتحل صفة فتاة، ليُطلب منه لاحقًا مبلغ 3480 درهمًا مقابل عدم نشر فيديو خاص له.

وبتنسيق مع النيابة العامة، عمدت الضابطة القضائية إلى تتبع الحوالة المالية المرسلة، ليتم توقيف الشريك الراشد متلبسًا بتسلمها من وكالة لتحويل الأموال بوادي زم، قبل أن يتبين أنه يعمل لصالح القاصر ويقتسم معه المبالغ المحصّلة مقابل عمولات تتراوح بين 300 و1000 درهم عن كل حوالة.

وقد أظهرت التحقيقات أن العقل المدبر لهذه الشبكة هو قاصر من مواليد 2008، له سوابق في المجال ذاته، إذ سبق أن خضع لتدابير إصلاحية سنة 2023، قبل أن يعاود نشاطه الإجرامي عقب الإفراج عنه، باستعمال حسابات وهمية تحمل صور فتيات جذابات لاستدراج الضحايا وتوثيق محادثات ذات طبيعة حميمية عبر الفيديو، يتم لاحقًا استخدامها كأداة للابتزاز المالي.

كما أسفرت عملية تفتيش منزل الموقوفين عن حجز حاسوب محمول يحتوي على عدد من المقاطع المصورة، وهاتف نقال تم تكسيره عمدًا في محاولة لطمس الأدلة، وقد أُحيلت الأجهزة على المختبر الجهوي لتحليل الآثار الرقمية بمراكش، من أجل فحص محتواها وتحديد عدد الضحايا وهوياتهم.

في السياق ذاته، أصدرت النيابة العامة تعليمات إلى مؤسسات تحويل الأموال لجرد كافة الحوالات المالية التي تسلمها المتهمان داخل وخارج المغرب، وسط مؤشرات على أن الشبكة كانت تستهدف مواطنين مغاربة وأجانب على السواء، في ما بات يُعرف إعلاميًا بـ”الابتزاز الرقمي مقابل الصمت”.

مشاهدة المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى