ثقافة و فن

حملة ساخرة تدعم زميلها “رفيق بوبكر” للحصول على مقعد برلماني نكاية في “فاطمة خير”

وجه عدد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات لاذعة للفنانة والبرلمانية “فاطمة خير”، وذلك على خلفية افراطها في كيل المدائح لرئيس حزبها، “عزيز أخنوش“، خلال اللقاء الأخير الذي عقد بمدينة الداخلة بمناسبة افتتاح جولات “مسار الإنجازات”. 

وقد اعتبر هؤلاء النشطاء أن “خير” تجاوزت الحدود في دفاعها المستميت عن “أخنوش” وحزبه، مشيرين إلى أن كلامها بدا وكأنه محاولة لتجميل صورتهما في وقت يعاني فيه المواطنون من واقع اجتماعي واقتصادي صعب، حيث وصفوا طريقة تسويقها لما اعتبرتها “إنجازات حكومية” بأنها أشبه ما تكون بمشهد سينمائي مكتوب بعناية فائقة، مؤكدين أن كل ما صرحت به برلمانية الأحرار لا يمت للحقيقة ولا للواقع المعاش بصلة.

هذا ولم تقتصر الانتقادات على أسلوب المدح فقط، بل أطلق العديد من النشطاء تساؤلات حول دوافع “خير” وراء هذا الدفاع المستميت عن رئيس الحكومة. بعضهم ذهب إلى أبعد من ذلك، واعتبر أن “خير” قد تكون تسعى إلى كسب مكانة مميزة لدى “أخنوش”، بل وربما تطمح للحصول على حقيبة وزارية في الحكومة المقبلة، خاصة بعد تعيين زميلها في الحزب “لحسن السعدي” مؤخرًا كاتبًا للدولة دون أن يتوفر على الكفاءة العلمية اللازمة لذلك، وهو التعيين الذي أثار جدلاً واسعًا وأدى إلى ربط البعض بينه وبين طموحات “خير” الشخصية.

في المقابل، برزت حملة مضادة تحمل طابعًا ساخرًا، حيث طالب مروجوها بضرورة منح الفنان “رفيق بوبكر” فرصة لولوج البرلمان على غرار زميلته “خير”، مشيرين إلى أنه قد يكون الخيار الأنسب لنقل مشاكل المواطنين “بلا زواق ولا نفاق”، بالنظر إلى العفوية التي عرف بها من خلال خرجاته الإعلامية التي دائمًا ما تكون مثيرة للجدل.

الفاعل التربوي والحقوقي “عبد الوهاب السحيمي” انخرط بدوره في هذه الحملة، حيث نشر بالمناسبة تدوينة عبر حسابه الفيسبوكي جاء فيها: “بعد أن أعطى حزب البيجيدي الفرصة للممثل ياسين أحجام وأعطى حزب الأحرار الفرصة لفاطمة خير، أناشد الرفيق نبيل بنعبد الله أن يمنح الفرصة للمناضل رفيق بوبكر لنيل مقعد برلماني في الانتخابات المقبلة”. 

وتابع “السحيمي” قائلاً: “بغينا ممثل يشوف جزء كبير من المغاربة راسهم فيه دون تنميق أو ماكياج.. بغينا واحد تيدوي بحال كل المغاربة ويرافع في البرلمان بالأسلوب الذي يفهمه كل المغاربة.. ومع هاد الأسعار الملتهبة لن يجد المغاربة من شخص يشفي غليلهم في الحكومة غير رفيق بوبكر”.

هذه الحملة الساخرة التي جاءت ردًا على تصريحات “خير”، سرعان ما تحولت إلى مطلب شعبي لاقى تأييدًا واسعًا من قبل عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين شددوا على أن خطاب “ممثل الأمة” الحقيقي ينبغي أن يحترم ذكاء المواطنين، بعيدًا عن أساليب التمجيد السياسي التي لا تعكس هموم المغاربة. وقد اعتبر هؤلاء أن البرلمان بحاجة إلى أصوات تعبر عن واقع الناس بكل صدق وواقعية، بعيدًا عن التصريحات التي تبدو وكأنها مكتوبة في استوديو إعلامي بعيد عن هموم الشارع.

ورغم أن البعض رأى أن “خير” كانت تحاول “تسويق” صورة حزبية إيجابية، فإن آخرين دافعوا عنها، معتبرين أن لكل نائب برلماني الحق في دعم حزبه والعمل من أجل مصالحه السياسية. لكن يبقى السؤال: هل كان من الأفضل أن تركز خير على القضايا الحقيقية التي تهم المواطن بشكل مباشر، بدلًا من الوقوع في فخ المديح المفرط الذي لا يعكس التحديات اليومية التي يواجهها الناس؟

مشاهدة المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى