إسرائيل تعلن دعم الهند ضد باكستان

في خطوة مثيرة للجدل قد تزيد من اشتعال التوتر جنوب آسيا، خرج السفير الإسرائيلي في نيودلهي، رؤوفين عازار، بتصريح علني أكد فيه دعم بلاده الكامل للهجوم الذي شنته الهند على جارتها باكستان مساء الثلاثاء 6 ماي الجاري، في إطار ما بات يُعرف بعملية “سيندور”.
وقال عازار في تغريدة على منصة “إكس”: “إسرائيل تدعم حق الهند في الدفاع عن نفسها، ويجب أن يعلم الإرهابيون أنه لا مكان للاختباء من جرائمهم الشنيعة ضد الأبرياء”، في إشارة واضحة إلى استهداف نيودلهي لما تقول إنه “مواقع إرهابية” عبر الحدود.
الهجوم الهندي، الذي استهدف 9 مواقع داخل الأراضي الباكستانية وفي منطقة جامو وكشمير المتنازع عليها، قوبل برد عسكري من إسلام آباد، حيث أعلن الجيش الباكستاني سقوط 26 قتيلاً مدنياً، متوعداً بالرد “في المكان وبالوسيلة التي نختارها”، بحسب تصريحات لمسؤول عسكري كبير.
وفي خضم التصعيد العسكري بين الجارتين النوويتين، قرر رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، تأجيل زيارته التي كانت مقررة إلى كل من كرواتيا وهولندا والنرويج، في مؤشر على جدية التصعيد وعمق الأزمة.
من جهة أخرى، أكدت وكالة رويترز أن فريقًا من الأمم المتحدة قام بزيارة ميدانية إلى موقع الهجوم الهندي في منطقة مظفر آباد داخل الأراضي الباكستانية، ما يعكس حجم القلق الدولي المتزايد من تدحرج الوضع نحو مواجهة مفتوحة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي تعليق مقتضب، قال عبر منصته: “خسارة… لقد كانوا يقاتلون منذ عقود وآمل أن ينتهي هذا قريبًا جدًا”، بينما جاء موقف وزير خارجيته ماركو روبيو أكثر تحفظًا، حيث أعلن أنه يراقب الوضع عن كثب ويسعى للتوسط بين الجانبين لتفادي الأسوأ.
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، براين هيوز، أوضح أن روبيو أجرى اتصالات مباشرة مع وزيري خارجية الهند وباكستان، وحثّ على فتح قنوات الحوار لتفادي مزيد من التصعيد.
بدوره، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن العالم “لا يستطيع تحمّل مواجهة عسكرية” بين قوتين نوويتين، مشددًا عبر متحدثه الرسمي ستيفان دوجاريك، على ضرورة التهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مشيراً إلى أن “التوتر بين الجانبين بلغ مستويات غير مسبوقة منذ سنوات”.
فهل نحن على أعتاب نزاع مدمر جديد في جنوب آسيا؟ أم أن صوت العقل سيتغلب على قرقعة السلاح؟ الأيام المقبلة ستكشف المستور.