أخبار الجزائر

أبطالها قضاة وسفراء وعسكريون .. محاولة إنقلاب على زعيم تنظيم البوليساريو الإرهابي إبراهيم غالي

في تطور غير مسبوق داخل مخيمات المحتجزين بتندوف، خرجت وثيقة خطيرة إلى العلن، تحمل توقيع ما يعتبر نخبة من كوادر وأطر الجبهة الوهمية، حيث تعد بمثابة محاولة انقلاب سياسي ناعم على زعيم التنظيم الانفصالي إبراهيم غالي، وهي الوثيقة التي جاءت في شكل عريضة تحمل لهجة غاضبة وحاسمة، تشخص ما وصفه الموقعون بـ”الوضع الكارثي” الذي تعيشه المخيمات، في ظل ما اعتبروه فشلا ذريعا للقيادة الحالية التي فقدت البوصلة، وسمحت بترهل المؤسسات، وتفشي الفساد، وغياب الأفق.

واعتبرت الوثيقة التي تم تداولها بسرية داخل الأوساط القيادية قبل أن تتسرب إلى العلن، أن مشروع الانفصال يواجه أسوأ مراحله منذ انطلاقه سنة 1975، وأنه ينهار من الداخل بفعل سوء التدبير، والتبعية المطلقة لأجندة النظام الجزائري، كما نبهت العريضة إلى أن استمرار وضع الصحراويين رهن الإقامة القسرية فوق التراب الجزائري، لا يخدم قضيتهم المزعومة، بل يعمق عزلتهم ويفاقم مأساتهم.

ولا يعتبر الموقعون على الوثيقة أشخاصا من الهامش، بل من قلب مؤسسات الجبهة الانفصالية، ومنهم قضاة، سفراء، عسكريون، إعلاميون، وأطر كانوا حتى الأمس القريب جزءا من ماكينة البوليساريو الدعائية والسياسية، حيث أن توقيعاتهم لا تقرأ كتمرد فردي، بل كرسالة جماعية صريحة مفادها أن الصبر بلغ منتهاه، وأن التغيير أصبح ضرورة تاريخية لا مفر منها، وذلك في ظل توالي انضمام شخصيات جديدة من مختلف مكونات البوليساريو إلى هذه الوثيقة، ما يعكس حجم التذمر المتنامي في صفوف النخبة والقاعدة على حد سواء.

وبلهجة صريحة غير معهودة، حملت العريضة اتهاما مباشرا لقيادة البوليساريو بتنفيذ أجندة النظام الجزائري، معتبرة أنها رهنت مستقبل ساكنة المخيمات لمصالح خارجية، وأهدرت أربعين سنة من عمر الصحراويين في وهم سياسي أثبت فشله، كما دعت الوثيقة إلى عقد مؤتمر استثنائي في أقرب الآجال، يكون منطلقا لإعادة هيكلة الجبهة من جذورها، ولبناء مشروع جديد، ينطلق من الواقع بدل الاستمرار في لعبة الشعارات الجوفاء.

وتوصف هذه الخطوة بكونها محاولة انقلاب على رأس التنظيم، وإن كانت إلى حدود الساعة ذات طابع سلمي وتنظيمي، فإنها تحمل في طياتها إنذارا حاسما، ليس فقط لإبراهيم غالي، بل أيضا للنظام الجزائري الذي يتهم اليوم أكثر من أي وقت مضى، بكونه الراعي الرسمي لجمود المشروع الانفصالي واستمرار معاناة سكان المخيمات.

ولم تخف الوثيقة رغبتها في طي صفحة القيادة الحالية، معتبرة أن لا أمل في الإصلاح من داخل نفس الدائرة المغلقة التي راكمت الفشل والخيبات، حيث اختتمت العريضة بشعار ناري قالت فيه؛ “لا تراجع لا استسلام.. كلنا من أجل عزل القيادة وإنهاء مشروعها الفاشل”، في رسالة واضحة إلى أن مرحلة جديدة قد بدأت، وأن زمن الصمت انتهى.

مشاهدة المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى