الرياضة

رسالة عابرة من الركراكي تُثير الشكوك وتفتح باب الجدل قبل انطلاقة الكان

في عالم كرة القدم، لا شيء يُحسم على الورق، فبعض الأسماء حتى وإن غابت عن القائمة الرسمية، تظل حاضرة في كواليس القرار، تحوم كظلال ثقيلة حول تشكيلة تنتظر الحسم.

 هكذا هو حال “رومان سايس”، القائد السابق لعرين “الأسود”، الذي وإن غاب عن لائحة “الأسود” مدة طويلة، فإن مجرد ذكر اسمه في ندوة الناخب الوطني كان كافيًا لإشعال الجدل واسع بين الجماهير المغربية!

الشاهد على ما قيل، أن “الركراكي”، وخلال ندوة أمس الثلاثاء التي خصصت للإعلان عن لائحة “الأسود” المستدعاة لمواجهتي تونس وبنين، فاجأ الجميع حين أشار إلى أن غياب “سايس” يعود إلى الإصابة، ما يؤكد أن هذا الأخير لازال ضمن حساباته الخاصة، سيما بعد الأزمة الخانقة التي عانى منها دفاع الفريق الوطني منذ آخر ظهور له مع الأسود، وعدم القدرة على إيجاد بدليل حقيقي قادر على سد هذه الثغرة المكشوفة. 

رسالة “الركراكي” كانت واضحة لمن يقرأ ما بين السطور.. “سايس” لم يخرج بعد من مفكرة الناخب الوطني، وإنما غيابه مؤقت، ومرتبط فقط بعدم الجاهزية. لكن هل المنتخب الوطني في حاجة فعلًا إلى عودة لاعب تجاوز ذروة مستواه، وغاب طويلًا عن النسق العالي بسبب الإصابات والتراجع البدني؟ أم أن اسم “سايس”، بكل ما يحمله من وزن رمزي وتجربة دولية، لا يزال يشكل “شبكة أمان” في لحظة تتكسر فيها التوازنات الدفاعية؟

في المقابل، هناك رأي لا يقل صخبًا، يرفض تمامًا فكرة “الحنين التكتيكي” ويطالب بالمضي قدمًا نحو المستقبل. لماذا العودة إلى الوراء، يتساءلون، في وقت تبرز فيه أسماء شابة طموحة مثل “أسامة العزوزي” الذي شغل نفس المركز خلال أولمبياد باريس الاخيرة، وبصم على مستويات عالية، إلى جانب مدافع نهضة بركان “عبد الحق عسال”، الذي أثبت حضورًا متصاعدًا في المشهد الكروي الوطني والقاري، الأمر الذي تطرح معه أكثر من علامة استفهام عريضة حول الأسباب التي تضطر “الركراكي” إلى المخاطرة بماضٍ يترنح على حساب جيل يسعى لبناء نفسه بثقة.

عدد من المحللين شددوا على أن المشكلة أعمق من مجرد اسم في لائحة، مؤكدين أنها معركة بين الخبرة والجاهزية، بين الرمزية والتنافسية، وبين مدرب يعرف أن البطولة تُنظم على أرض الوطن، وتحت ضغط جماهير لا ترحم، مشيرين إلى أن “الركراكي” يحتاج فعلا إلى قادة في غرفة الملابس، لكنه أيضًا يحتاج إلى أقدام تقاتل على العشب… فأين يضع سايس في هذا المعادلة؟

في الانتظار، تظل صورة “سايس” معلقة في الأفق، لا هو داخل التشكيلة، ولا هو خارج الحسابات. عينه على “الكان”، وأمل “الركراكي” أن يعود كما يعرفه، لا كما تركه. أما الجمهور، فبين مؤيد لعودته بدعوى “آخر الرماح”، ومعارض يعتبر أن المغامرة قد تتحول إلى ثغرة في لحظة الحسم!

مشاهدة المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى