الرياضة

سلوك المغربي أشرف حكيمي اتجاه جماهير الإنتر يضعه في صدارة “التراند” الأوروبي

لفت النجم المغربي أشرف حكيمي الأنظار خلال نهائي دوري أبطال أوروبا الذي جمع مساء السبت بين باريس سان جيرمان الفرنسي وإنتر ميلان الإيطالي، حين سجل هدف التقدم لفريقه في الدقائق الأولى من المواجهة، ثم التفت مباشرة نحو مدرجات جماهير إنتر ورفع يديه معتذرا في لقطة أثارت الكثير من التساؤلات والتكهنات حول خلفياتها ودلالاتها العاطفية.

وجاء الهدف الذي أحرزه حكيمي بعد مرور اثنتي عشرة دقيقة فقط من بداية اللقاء، إثر تمريرة دقيقة من زميله ديزيريه دووي، استغلها الظهير المغربي وأودع الكرة في الشباك الخالية، معلنا تقدم الفريق الباريسي في النهائي الحاسم على أرضية ملعب “أليانز أرينا” بمدينة ميونيخ الألمانية، غير أن ما ميز اللحظة أكثر من الهدف نفسه، هو ردة فعل اللاعب الذي بدا عليه التأثر الشديد وهو يوجه اعتذاره إلى جمهور ناديه السابق، في لحظة امتزجت فيها الاحترافية بالمشاعر الإنسانية النبيلة.

ووفقا لما أوردته صحيفة “فوتبول إيطاليا” المتخصصة، فإن حكيمي، الذي سبق له حمل قميص إنتر ميلان خلال موسم 2020-2021، لا يزال يحتفظ بعلاقة وجدانية مميزة مع جماهير “النيراتزوري”، الذين لطالما عبروا عن تقديرهم الكبير لمستواه المتميز خلال فترة لعبه مع الفريق، حيث شارك آنذاك في 47 مباراة، سجل خلالها سبعة أهداف وصنع 11 تمريرة حاسمة، وكان من بين الركائز التي ساهمت في تتويج الفريق بلقب الدوري الإيطالي تحت قيادة المدرب أنطونيو كونتي.

وعبر حكيمي في أكثر من مناسبة عن فخره بتلك التجربة، معتبرا إياها محطة مفصلية في مسيرته الاحترافية، ما يجعل من المنطقي أن يشعر بشيء من الحرج وهو يسجل هدفا ضد فريق احتضنه ومنحه الثقة في واحدة من أصعب مراحل تطوره الكروي، ما جعل اعتذاره العفوي أمام أنظار مشجعي إنتر ليس مجرد إشارة إلى الاحترام، بل أيضا تعبيرا ضمنيا عن الامتنان، ورسالة وفاء نادرة في زمن احتراف لا يعترف كثيرا بالمشاعر.

يذكر أن حكيمي انتقل إلى باريس سان جيرمان في صيف 2021 مقابل 68 مليون يورو، بعد موسم مميز مع إنتر، قادما من ريال مدريد الإسباني، النادي الذي تدرج في فئاته السنية، وكان وكيل أعماله، أليخاندرو كامانو، قد صرح مؤخرا بأن انتقاله من ريال مدريد إلى إنتر لم يكن نتيجة خلافات أو تقصير من المدرب زين الدين زيدان، بل بسبب قوة المنافسة في مركزه مع اللاعب داني كارفاخال، والحاجة لضمان دقائق لعب أكثر، وهو ما تحقق له في الدوري الإيطالي.

وتسببت هذه اللقطة المؤثرة، التي اختار فيها حكيمي الاعتذار لجماهير الإنتر بدل الاحتفال بهدفه، في تفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تصدر النجم المغربي قوائم البحث في مختلف محركات البحث الأوروبية، واحتل اسمه صدارة “التراند” في عدد من الدول، لا سيما في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا.

واعتبر كثيرون أن تصرف حكيمي جسد قمة الروح الرياضية، وعكس نضجا إنسانيا قبل أن يكون كرويا، في وقت أصبحت فيه مظاهر الاستفزاز والاحتفال المبالغ فيه سلوكا شائعا بعد تسجيل الأهداف، مما جعل من لقطة حكيمي استثناء لقي إشادة واسعة من مختلف الجماهير ووسائل الإعلام الأوروبية.

مشاهدة المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى