أخبار دولية

عاجل .. البحرية الإسرائيلية تقتحم سفينة حنظلة

في خطوة تصعيدية غير مفاجئة، أقدمت البحرية الإسرائيلية، قبل قليل، على اقتحام سفينة حنظلة المحملة بالمساعدات الإنسانية والمتوجهة إلى قطاع غزة المحاصر، وذلك بعد أيام من التحذيرات الإسرائيلية العلنية التي هددت بعرقلة مسار السفينة في حال إصرارها على كسر الحصار البحري المفروض على القطاع.

وأفادت مصادر ملاحية ومرافقة إعلامية مباشرة بأن زوارق حربية إسرائيلية حاصرت السفينة على بعد نحو 70 ميلا بحريا من شواطئ غزة، قبل أن تنفذ عملية إنزال مباغت عبر قوات الكوماندوز البحري، حيث سيطرت على السفينة دون تسجيل إصابات في صفوف المتضامنين، الذين أعلنوا سابقا التزامهم المطلق بالمقاومة السلمية وعدم استخدام العنف في وجه أي اعتراض.

وجاء هذا الاقتحام بعد تحليق مكثف لطائرات مسيرة فوق السفينة، وهو ما اعتبره النشطاء رسالة تهديد واضحة، في وقت أكدت فيه إسرائيل أن ما تقوم به يدخل ضمن “إجراءات الدفاع عن النفس”، وهي الرواية التي رفضها طاقم السفينة وركابها بشكل قاطع، مؤكدين أن هدف الرحلة إنساني بامتياز، ويحمل رسالة رمزية لرفض الحصار الجائر المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني في غزة لقرابة السنتين.

ومنذ انطلاق السفينة من السواحل الإيطالية، تابعت منظمات حقوقية وصحف دولية مسار “حنظلة” بدقة، معتبرة الرحلة اختبارا حقيقيا لمدى استعداد إسرائيل لاحترام القانون الدولي، خاصة في ما يخص حرية الملاحة البحرية وحق الشعوب في التظاهر السلمي ضد سياسات العقاب الجماعي.

وفي هذا السياق، ندد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي باقتحام السفينة التي كان على متنها عدد من الإعلاميين، من بينهم صحافي مغربي، واصفين العملية بأنها “انتهاك سافر للحق في التغطية الحرة وللسلامة الجسدية للصحافيين”.

من جانبهم، أطلق المتضامنون نداء استغاثة قبيل الاقتحام، وسط حالة من التوتر والانفعال، خصوصا بعدما دوى صفار الطوارئ داخل السفينة، وأجبر الركاب على ارتداء سترات النجاة، بينما بدا واضحا أن لحظة المواجهة قد اقتربت.

ومع تأكيدات لاحقة بسلامة الطاقم، ساد الغموض حول مصير السفينة وما إذا كانت ستقتاد نحو ميناء إسرائيلي، أو ستجبر على العودة من حيث أتت، كما حدث مع سفينة “مادلين” في يونيو الماضي.

وتأتي هذه العملية في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لكسر الحصار عن غزة، وتزداد فيه عزلة إسرائيل على الساحة الحقوقية العالمية، خاصة بعد توثيق عشرات الانتهاكات في القطاع منذ اندلاع الحرب الأخيرة.

وبينما يواصل المجتمع الدولي إصدار بيانات القلق والتنديد، يبدو أن لغة السلاح والسيطرة لا تزال الأداة المفضّلة لدى الدولة العبرية في التعامل مع كل من يجرؤ على تحدي سياساتها، ولو بأسلوب سلمي وبحمولة غذائية لا تحمل سوى الأمل والكرامة.

مشاهدة المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى