ابتسام لشكر: مسار من الخيبات الشهوانية ونهاية (ربما) في السجن

ابتسام لشكر، أو بيتي كما يحلو لها تسمي نفسها وينادوها أقرب الأقربون من شلة “أنا إنسان مختلف، إذن أنا موجود”، شابة اجتمع فيها ما اختلف في غيرها، فهي دائما ما تلعب على وثر أنا متمردة، خارجة عن كل الأخلاق والأعراف المجتمعية، تائهة، لم تدع شيء لم تجربه من أجل صناعة شخص متميز داخل المجتمع المغربي، طبعا المحافظ رغم كل الانفتاح الذي يعرفه في السنوات الأخيرة، تحاول بكل ما أتيت من قوة أن تثير الآخرين ولو كان ذلك بمخالفة كل القوانين العرفية والدينية، المكتوبة وغير المكتوبة، تحاول جاهدة، لكن للأسف، خاتماتها دائما ما تصاب بالنسيان، فتغيب لفترة بعيدة عن الأضواء، فتعود بفكرة جديدة، أقل ما يقال عنها تافهة.
سب الذات الإلهية
في عمل استفزازي وخطوة وصفت بـ”التحدي الصارخ” لقيم ومقدسات المغاربة، فجرت الناشطة المثيرة للجدل ابتسام لشكر موجة غضب عارمة بعدما ظهرت مرتدية قميصا يحمل عبارة فيها إهانة مباشرة للذات الإلهية، قبل أن تخرج على منصة “إكس” لتؤكد أنها تتجول داخل المغرب بأقمصة معادية للدين، وذهبت إلى حد وصف الإسلام بـ”الفاشي، الذكوري، المسيء للمرأة”. وفجر هذا العمل، على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقاد النشطاء المغاربة اللاذع لابتسام لشكر، معتبرين أن “سب الذات الإلهية أخطر من مجرد كفر أو رأي مخالف، لأنه اعتداء مباشر على معتقدات ملايين المسلمين والمسيحيين واليهود في المغرب”، مؤكدين أن “الحرية لا تعني السماح بإثارة الفتنة أو الاستهزاء بالمقدسات التي تجمع الجميع”.
وأثار هذا التصرف ردود فعل غاضبة في الشارع المغربي، خصوصًا في بلد يعتمد قوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية، بينها المادة 489 التي تجرم المثلية الجنسية، كما أن المادة 262 من القانون الجنائي تجرم الإساءة للرموز الدينية..
التعري من أجل حق الزواج للجميع
سبق لابتسام لشكر أن لجأت إلى تعرية جسدها خلال وقفة احتجاجية نظمتها منظمة “فيمن” يوم 27 يناير 2013 بفرنسا، وذلك دفاعا عن “حق الزواج للجميع”. وبدت لشكر، في صورة نشرتها في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، وهي تشرع في تعرية الجزء العلوي من جسدها، على غرار ما قامت به ناشطات أوربيات أخريات ينتمين إلى منظمة “فيمن” أقدمن على التعري لنفس الهدف.
حركة مالي
قامت كل من ابتسام لشكر وزينب الغزوي من تأسست حركة “مالي” في المغرب (Mouvement Alternatif pour les Libertés Individuelles) عام 2009، كحركة نسوية علمانية تهدف إلى الدفاع عن الحريات الفردية في المغرب. تأسست الحركة على شكل مجموعة على فيسبوك من قبل مجموعة من الشباب الناشطين في مجال حقوق الإنسان.الحركة قيل أنها تدافع عن حرية الضمير والدين والتوجه الجنسي، وتسعى إلى إقامة دولة علمانية في المغرب.
الدعوة إلى وجبة غذاء في عز رمضان أو “ما صايمينش”
يذكر أن منعت السلطات المغربية، الأحد 13 شتنبر 2009، وهو يوم رمضاني، تنظيمَ حركة “مالي” لـ”نزهة رمضانية” تتخللها وجبة غذاء أمام محطة القطار بالمحمدية، في إطار حملتها على مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بإلغاء الفصل 222 من القانون الجنائي، الذي يجرّم الإفطار العلني في رمضان.
وحسب الفصل 222 من القانون الجنائي المعتمد حاليا، فـ”كل من عرف باعتناقه الدين الإسلامي، وتجاهر بالإفطار في نهار رمضان، في مكان عمومي، دون عذر شرعي، يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر، وغرامة من 12 إلى 120 درهما” (تم اعتماد 200 درهم كحد أدنى للغرامات الجنحية)، فيما رفعت مسودة القانون الجنائي الجديد الغرامة إلى ما بين 2000 إلى 10 آلاف درهم، مع أن تطال الجانح إحدى العقوبتين وليس كليهما.
الملاحظة الوحيدة التي يمكن أن نستنتجها هي الفشل الكبير لكل الحركات التي تقدم عليها “بيتي” وتكون نهايتها النسيان، قبل العودة بفعل آخر أكبر جرأة وخدشا للحياء العام.
إن كان كل ما تفعله ابتسام يدخل في إطار قناعتها بالحرية وحرية التعبير، فإنها تنسى أو تتناسى أهم قاعدة في ذلك، وهي أن حريتها تنتهي عند المساس بحرية الآخرين.
الضيافة في مخفر الشرطة
أعلن بلاغ صادر عن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرباط، مساء الأحد 10 غشت الجاري، عن اعتقال ابتسام لشكر، ووضعها تحت الحراسة النظرية طبقا للقانون. وأضاف البلاغ، أنه على إثر قيام سيدة بنشر صورة لها بحسابها على إحدى منصات التواصل الاجتماعي تظهر فيها وهي ترتدي قميصا مكتوب عليه عبارات مسيئة للذات الإلهية وأرفقت الصورة بتدوينة تتضمن إهانة للدين الإسلامي:ن فقد أمرت النيابة العامة بفتح بحث في الموضوع.
وجاء في نفس البلاغ أنه نظرا لضرورته تم وضع المعنية بالأمر تحت الحراسة النظرية طبقا للقانون. وخلص البلاغ إلى أن سيتم ترتيب الأثر القانونيّ المناسب علي ضوء نتائج الأبحاث فور انتهائها.