ابتسام لشكر وصمت التنديد عند تجار الدين والجمعيات الحقوقية

ماذا لو سبت ابتسام لشكر الذات الإلهية وهي تحمل على عنقها أو خصرها، لا يهم المكان، كوفية فلسطينية، هل كنا لنرى تنديدا من تجار الدين من أمثال حزب لامبا لأمينه العام عمو بن إيران، بعيدا عن شخصي الوزيرين السابقين لكل من العدل والتربية والتعليم، المصطفى الرميد وخالد الصمدي، اللذان أدليا بدلويهما في ما قامت به لشكر، أو الحديث أيضا عن جماعة اللاعدل وإحسان، التي اكتفى مغردها على منصة “إكس” حسن بناجح باللجوء إلى سياسة الهروب إلى الأمام والقول أن الكلام عن صمت تجار الدين ما هو إلا محاولة “لتلاقية السلوكة بين مكونات المجتمع المغربي”، كما لم نسمع تنديد عصبة مع غزة ظالمة أو مظلومة، ممن يقدسون العرق الفلسطيني أكثر من تقديس الذات الإلهية نفسها، من شاكلة حركة التوحيد والإصلاح وحركة الإصلاح والتجديد ورابطة المستقبل الإسلامي، بالإضافة إلى كل من الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة والمرصد المغربي لمناهضة التطبيع والجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع وغيرهم من حركات تجار الدين، وكذلك جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير…
ماذا لو دنست ابتسام لشكر الكوفية الفلسطينية، هل كنا لنرى كل هذا الصمت؟
لماذا لم يعبروا عن امتعاضهم مما فعلت ابتسام لشكر ولم ينددوا بذلك؟ أو ذلك لا يعنيهم حتى لو أنه يمس الدين الرسمي للبلاد، وأنه محرم ومجرم دستوريا وقانونيا؟
هل كان وضع الكوفية الفلسطينية ليحرك من مشاعر تجار الدين للخروج والتنديد بما فعلت لشكر ومطالبة الدولة بالتدخل الفوري لعاقبتها على اقترفت من أفعال؟
لماذا من يتحدثون باسم الدين عن نصرة فلسطين وغزة وأنهم إخواننا في الله وفي الدين وفي الإسلام، لم يخرجوا ولم ينددوا عندما مُست الذات الإلهية والدين وحتى الإسلام؟
هل الدين والإسلام والله هم فقط وسيلة من أجل غاية في نفس يعقوب لكل المكونات التي ذكرت أعلاه، والتي فضلت الانكماش على نفسها وإتباع سياسة النعامة بعد أن دنست لشكر الذات الإلهية؟
أليست نصرة الله أسبق من نصرة غزة وتازة، حتى لو أن من ينادون بنصرة تازة قبل غزة، كانوا هم من أول من ندد بما فعلت ابتسام لشكر، وقاموا بذلك من جانب الإنسانية وأن حدود حرية الشخص تنتهي عند المس بحرية الآخرين.
هل أصبح لزاما أن نرى الكوفية أو نذكر اسم فلسطين ليتحرك هؤلاء ويخرجون من جحورهم؟
هؤلاء وغيرهم أخذوا من الدين ما يخدم مصالحهم، وجعلوا من الدين فقط مطية لتنويم الناس والقول أنهم هم فقط من على حق، ومن خالفهم هو على باطل. لكن عندما أسيء إلى الذات الإلهية، رأينا من هم على باطل هم أول من تحركوا وهم من أخذتهم النفس على قذف الذات الإلهية…
هذا ليس كل شيء، في الوقت الذي كنا ننتظر فيه تفاعلا إيجابيا من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حول الموضوع، صرحت سعاد البراهمة، رئيسة هذه الجمعية لموقع “Goud” وقالت أن ما قامت به ابتسام لشكر إزدراء للدين الإسلامي يعتبر حقا في حرية التعبير طالما لا يمس ولا يحرض على الكراهية أو العنف أو التمييز.
إن كان سب الذات الإلهية لا يحرض على الكراهية أو العنف أو التمييز، كما صرحت البراهمة فلا يسعنا إلا أن نستغفر الله على ما وصلت إليه حرية التعبير. يعني في القادم، إن رأينا من أفعال مشابهة، فمحامي الشيطان “AMDH” موجود لمتابعة قضاياهم والتضامن مع أصحابها.
وفي الختام، نذكر أن النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بمدينة الرباط، قررت، اليوم الثلاثاء 12 غشت الجاري، متابعة الناشطة ابتسام لشكر في حالة اعتقال، وإحالتها مباشرة على الجلسة للمحاكمة.
وسبق للنيابة العامة المختصة أن أمرت بوضع ابتسام لشكر رهن تدابير الحراسة النظرية، في انتظار إحالتها عليها، وذلك على خلفية تورطها في الإساءة للذات الإلهية عبر محتوى رقمي منشور بالأنظمة المعلوماتية.
وكانت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد أوقفت، مساء الأحد 10 غشت الجاري، ابتسام لشكر، إثر نشرها محتوى رقميا مسيئاً للذات الإلهية.