ناصر الزفزافي يصدم انفصاليي الريف في الجزائر بتصريح ناري من فوق سطح منزل أسرته

في مشهد لافت يحمل أكثر من دلالة سياسية ورمزية، خرج ناصر الزفزافي، أحد أبرز الأسماء التي ارتبطت بحراك الريف، ليخاطب القادمين لتقديم العزاء في وفاة والده من فوق سطح منزل عائلته، معلنا موقفا واضحا لا لبس فيه من القضايا الوطنية، حيث وضع الزفزافي الذي ظل لفترة طويلة محط أنظار الإعلام والمتابعين داخل المغرب وخارجه، النقاط على الحروف وأغلق باب التأويلات التي حاول الانفصاليون في الخارج استغلالها لتمرير أطروحاتهم المرتبطة بالنظام العسكري الجزائري.
وأكد الزفزافي في كلمته أن وجوده وسط أهله وساكنة مدينته هو في حد ذاته “انتصار للوطن”، مضيفا بعبارات قوية أن الوطن ليس الريف وحده، وإنما كل ربوع المغرب من الصحراء إلى الشمال، ومن الشرق إلى الغرب، وهو تصريح يحمل رسالة واضحة بأن القضية الوطنية لا تقبل المساومة ولا التوظيف الخارجي، ليقطع الزفزافي بهذا الموقف الطريق على بعض الأصوات الانفصالية التي حاولت نسب اسمه إلى أجنداتها المشبوهة، وجعلت منه أداة دعاية لصالح أطروحات تتقاطع مع مصالح النظام الجزائري.
وحملت كلمات الزفزافي قوة إضافية في توقيتها ومكانها، إذ جاءت من داخل بيته وبين أفراد عائلته، في مشهد يرمز للعودة إلى الجذور والارتباط بالأرض والوطن، بعيدا عن المناورات الخارجية، كما أن اختياره مخاطبة مقدمي العزاء من فوق سطح منزله أضفى بعدا رمزيا يوحي بالعلو على الأصوات المغرضة، وبالتطلع إلى أفق جامع يتسع لكل المغاربة.
ويكون الزفزافي بهذا الموقف، قد وضع حدا لمحاولات الركوب على اسمه، ورسخ في الوعي الجماعي أن الخلافات الداخلية لا يمكن أن تكون مبررا للطعن في الوحدة الترابية للمغرب أو التآمر مع خصومه، كما بعث برسالة قوية مفادها أن الانتماء إلى الوطن يظل فوق كل اعتبار، وأن القضايا الوطنية لا تقبل أن تستعمل كورقة ضغط أو مساومة، خصوصا من قبل جهات معروفة بعدائها التاريخي للمغرب ووحدته.
ولم يوجه الزفزافي بهذا الخطاب رسالة للانفصاليين المرتمين في أحضان الجزائر فقط، بل أيضا لكل من قد تسول له نفسه التشكيك في ثوابت المغاربة، مؤكدا أن الوطن يبقى أسمى من الأشخاص والحسابات الضيقة، وأن مصلحة المغرب هي الغاية التي تتوحد حولها كل المكونات، مهما اختلفت المواقف أو تعددت الانتماءات.