استنفار أمني غير مسبوق داخل أجهزة الأمن والجيش في الجزائر بسبب “ناصر الجن”

تتواصل فصول قضية فرار المدير السابق لمديرية الأمن الداخلي بالجزائر (DGSI)، الجنرال عبد القادر حداد، المعروف بـ”ناصر الجن”، بعد ظهور روايات جديدة عن تفاصيل هروبه.
وكان الناشط الجزائري المقيم بفرنسا عبدو السمار، قد أعلن، عبر قناته بـ”يوتيوب”، أن الجن، تمكن من الفرار نحو الأراضي الإسبانية، مستعملاً قاربا سريعاً، بعد هروبه من الإقامة الجبرية حيث كان محتجزا.
وبدوره نشر الإعلامي الجزائري وليد كبير، تدوينة على صفحته بـ”فيسبوك”، قال فيها إن الجنرال عبد القادر حداد، تمكن من الهروب إلى إسبانيا عبر قارب سريع خاص بالهجرة السرية.
أما الناشط الجزائري الآخر أمير بوخرص، الشهير بـ”أمير دي زاد”، فقد نشر رواية أخرى، مفادها أن الجن فرّ بالفعل من الإقامة الجبرية بمساعدة الجنرال محرز جريبي مدير المديرية المركزية لأمن الجيش.
ولكن رواية “دي زاد”، والتي سردها في تدوينة على صفحته بـ”فيسبوك”، اختلفت في الشق المتعلق بهروبه نحو إسبانيا، إذ أوضح أن الجن ما يزال “داخل الجزائر، وهو مختبئ ينتظر الفرصة”.
وأوضح أنه بعد العملية، تقرر إنهاء مهام الجنرال محرز، الذي “سيسجن في الأيام المقبلة” حسب “دي زاد”، الذي أضاف في تدوينة أخرى، أن فرار الجن، ساعد فيه قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية بالبليدة أيضا.
وتابع بوخرص أن قاضي التحقيق وهو يحيى نسيب كان على علم مسبق بتدابير مرتبطة بالقضية قبل عملية الفرار، مبرزاً أن المعني هو “نجل القائد الأسبق للقوات البحرية، الجنرال عبد المالك نسيب”.
وخلف فرار الجن، الذي يعتبر من العارفين القلائل بخفايا المؤسسة العسكرية والدولة الجزائرية، باعتباره واحداً من أقدم الجنرالات وأكثرهم نفوذاً، حالة استنفار غير مسبوقة داخل البلاد.
وحسب الإعلامي وليد كبير، فإن مداخل العاصمة الجزائر تشهد اختناقا مروريا شديداً وسط تطويق أمني كامل واستمرار عمليات البحث عن المدير السابق للمخابرات الداخلية.
وكانت صفحة “مدون جزائري”، قد كشفت في وقت سابق أن تداعيات فرار الجنرال الجن، لم تتوقف عند إقالة مدير الأمن العسكري، بل تعدتها لتشمل العقيد هاشم رئيس مركز بن عكنون.
ويرى مراقبون أن فرار الجن من الإقامة الجبرية شديدة الحراسة يعني أن هناك مسؤولين كثر ساعدوا في ذلك، وهو ما يرجح أن مسلسل الإقالات لن تتوقف عند جريبي وهاشم.
يشار إلى أن الجنرال عبد القادر حداد كان منفيا في إسبانيا بعد إقالة سابقة تعرض لها خلال حقبة عبد العزيز بوتفليقة، قبل أن يعود إلى الجزائر لتولي قيادة المخابرات الداخلية عقب وفاة قائد الأركان السابق أحمد القايد صالح.