امنحوا سليمان الريسوني اللجوء السياسي قبل أن يفقد صوابه

في الآونة الأخيرة، صار سليمان الريسوني، الصحفي السابق بما أنه الآن بدون عمل قار، يثير الكثير من الجدل عبر منشوراته في مواقع التواصل الاجتماعي التي تجاوزت حدود النقد إلى مستوى من الهجوم والسب العنيف.
الأكيد أن كل هذه التصرفات الصبيانية الجديدة للريسوني هي ناتج عن الفراغ الذي أصبح يعيشه، خصوصا بعد تركه المغرب طواعية وتفضيل العيش في بلاد قيس سعيد، حتى لا أقول دولة تونس، لأن هذه الأخيرة أصبحت مرتبطة أكثر باسم الرئيس الحالي، لا بتاريخ البلد وثقافته، كما يمكن تبرير تصرفاته (سليمان) إذا فهمناها في سياق حالة نفسية صعبة يعانيها أو ربما هي إستراتيجية مدروسة لتقوية ملفه للحصول على اللجوء السياسي، الذي أصبح غاية لا محاد عنها في وجوده وكينونته.
يبدو أن حياة الريسوني قلبت رأسا على عقب، فبعد أن كان يعيش حالة من الاستقرار، وظيفة ثابتة في الصحافة، وجد نفسه في موقف مختلف كليًا، وهذه الوضعية يمكن أن نحددها تقريبا بعد خروجٍه من السجن حيث بات الريسوني عاجزًا عن إيجاد مصدر رزق يعزز ثقته بنفسه ويحميه وعائلته من حالة التوتر والضغط النفسي الذي تخلفه الحياة المعيشية.
هذه التحولات تدعو للتفكير والتساؤل، هل ما ينشره سليمان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك، هو مجرد تعبير عن الغضب والاستياء، أم أن هناك هدفًا ماديًا أو سياسيًا يسعى إليه عبر إثارة الجدل وجذب التعاطف؟
من خلال قراءة بسيطة لــــ 4 من تدويناته الأخيرة، على حسابه الشخصي، فأقل ما يمكن أن توصف به هي أنها مثيرة للشفقة. هي لغة هجومية من شخص يائس مليئة بعبارات السب المفتوح والشتم وقلة الحياء، بل حتى المؤسسة الملكية لم تسلم من سلاطة هذا الشخص، الذي كان يدعي في وقت قريب أنه صحفي مهني دو أخلاق، لكن الكلمات التي نقرأ الآن في تدويناته فهي تخرج تمامًا عن إطار النقد الصحفي المهني أو حتى النقد السياسي المعتدل، وتضعنا أمام سؤال مهم حول الحالة النفسية التي وصل إليها الريسوني، ومدى تأثير ذلك على مصداقيته وقضيته.


طلب اللجوء السياسي ليس حقًا يُمنح بسهولة، لكنه في حالة سليمان الريسوني قد يكون ضرورة إنسانية قبل أن يتحول الوضع إلى أزمة نفسية حقيقية قد تُفقده صوابه أو حتى عقله، وتدفعه إلى المزيد من التصرفات الانفعالية، أو بعبارة أخرى مزيدا من التصرفات الصبيانية.


يا دول العالم،
يا أيتها المنظمات الحقوقية،
ولكل مهتم بحالة الريسوني “مسكين”،
أرجوكم تعاونوا وامنحوا سليمان الريسوني اللجوء السياسي واعطوه “اللعاقة” فهذا قد يمكنه من استعادة توازنه النفسي قبل أن تتفاقم الأوضاع.
منح اللجوء السياسي لسليمان الريسوني هو أكثر من مجرد إجراء قانوني، هو فرصة لإعادة تأهيل إنسان يعيش ضغوطًا هائلة، ومنحه مساحة آمنة للعيش دون خوف من مآرب الزمن، فالريسوني لا يريد الحديث في السياسة ولا يهمه أمرها أصلا، هو يريد أن يحتسي ما تيسر من “البيرا” وكثيرا من النبيذ الأحمر والأبيض و”الروزي” (ما عندو صحيحة للقاصح) والحديث مع الأصدقاء حول مائدة بها ما لذ وطاب من “القطعة” وتشارك النكث وكثير من الضحك، وبعدها قضاء بعض الوقت مع غلمانه.
اللجوء لسليمان الريسوني قبل فوات الأوان.