كنان مترجي يكتب: شباب المغرب بين نبض التغيير وفخاخ التلاعب

في زمن تتسارع فيه وتيرة التغيرات العالمية، يبرز جيل الشباب، المعروف بـ”جيل Z”، كقوة نابضة بالحياة، تحمل في طياتها طموحات كبيرة وطاقات إبداعية هائلة. غير أن هذا الزخم الشبابي، الذي يُفترض أن يكون محركا للتقدم، يجد نفسه أحيانا تحت وطأة محاولات استغلال خبيثة، تهدف إلى تحويل هذه الطاقة إلى أداة لزعزعة استقرار الأوطان، ومنها المغرب، الذي يقاوم بصلابة كل محاولات النيل من وحدته.
الوهم المروَّج: ثورة شبابية أم أجندة مُدبرة ؟
تحت شعارات براقة مثل “ثورة الشباب” أو “حركة التغيير”، تُنسج روايات تسوّق للوهم بأن جيل Z يقود حراكا عفويا يعبر عن همومه وتطلعاته. لكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير. ما يجري ليس سوى إعادة إنتاج لسيناريو قديم: استغلال حماس الشباب كواجهة، بينما تتحرك العقول المدبرة من خلف الستار. التاريخ يعلمنا أن القائد الحقيقي في مثل هذه الحركات لا يكون في الشارع يهتف، بل في الغرف المغلقة يخطط ويتفاوض، مستغلا براءة الشباب لخدمة أهداف مشبوهة.
حملة #GenZ212: شباب أم أدوات؟
عندما نرى أسماء مثل هشام جيراندو، عمر الراضي، توفيق بوعشرين، يونس مسكين، فؤاد عبد المومني، ودنيا فيلالي، وغيرهم، يتصدرون حملات مثل #GenZ212، يتضح أن الأمر لا يتعلق بحركة شبابية عفوية، بل بمشروع مُعدّ بعناية. هؤلاء، بدعم من أطراف خارجية وأدوات مثل الذباب الإلكتروني الجزائري ومرتزقة البوليساريو، يسعون إلى توظيف طاقة الشباب كوقود لمخططات تستهدف إرباك المغرب من الداخل. الهدف ليس تمكين الشباب، بل ضرب استقرار الوطن لصالح أعداء يتربصون به من الخارج.
الشباب: طاقة واعدة أم وقود للفوضى؟
الشباب المغربي، بطبعه، يتميز بالحيوية والوعي والطموح. لكنه، في الوقت ذاته، عرضة للاستغلال بسبب براءته وحماسه. من هنا تأتي خطورة المخططات التي تستهدف هذا الجيل، إذ تسعى لتحويل طاقته الإيجابية إلى أداة للفوضى. المستهدف ليس جيل Z فحسب، بل وحدة المغرب وتماسكه. إن استغلال الشباب في مثل هذه المخططات ليس إلا محاولة لتحويل أحلامهم إلى كوابيس تخدم مصالح أجنبية.
واجبنا كمغاربة التصدي للخديعة وحماية الوطن
أمام هذه التحديات، يصبح الوعي سلاحنا الأقوى. على المغاربة، شعبا ومؤسسات، أن يقفوا صفا واحدا لفضح هذه الخديعة. يجب أن نحصّن شبابنا بالوعي والمعرفة، وأن نزرع فيهم حب الوطن والانتماء إليه، حتى لا يقعوا فريسة لمن يتاجرون بطموحاتهم. المغرب، بتاريخه العريق وتماسك شعبه، أقوى من أن تُكسر إرادته أو يُباع استقراره.
المغرب عصيٌّ على الانكسار
المغرب، بأبنائه الأوفياء، سيظل صامداً في وجه كل من يحاول النيل منه. جيل Z، كغيره من الأجيال، هو جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن العزيز. فلنقف معا، شبابا وشيوخا، لحماية وطننا من مكائد المتآمرين، ولنؤكد أن المغرب سيبقى، كما كان دائما، عصيا على الخديعة، متمسكا بسلمه وأمنه ووحدته.