“خطاب الملك محمد السادس: رؤية مؤسساتية راسخة تتحدى فوضى العدميين والطوباويين”

ألقى جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الجمعة العاشر من أكتوبر الجاري، خطابا رفيع المستوى بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الأخيرة لمجلس النواب. هذا الخطاب حمل في طياته رؤية واضحة لمستقبل المغرب، مؤكدا على التزام الدولة بمسار مؤسساتي راسخ يقوم على احترام الدستور، وتعزيز التنمية الاجتماعية، والعدالة المجالية. لكن، وللأسف، لم يخل المشهد من أصوات نشاز، تحمل لواء العدمية والطوباوية، وبعضها ينضح بالخيانة للوطن، تسعى للتشويش على هذا النهج الرصين، متوهمة أن المغربي يمكن أن ينجر وراء خطاب المقاهي الفوضوي، عوض التمسك بلغة المؤسسات التي تخدم مصلحة الأمة.
ركز خطاب جلالة الملك على أولويات وطنية ملحة، منها تعزيز التنمية الاجتماعية، مع إيلاء اهتمام خاص بالقرى والمناطق الجبلية التي طالما شكلت قلب النبض الوطني. كما دعا جلالته إلى إشراك الشباب في مسلسل البناء الوطني، وحث البرلمانيين على تحمل مسؤولياتهم التشريعية والرقابية بجدية ونزاهة. هذا النهج يعكس حرص الدولة المغربية على ترسيخ العدالة الاجتماعية والمجالية، وبناء مستقبل مستدام يقوم على أسس مؤسساتية متينة، بعيدًا عن العشوائية والانفعالات التي لا تخدم إلا أجندات مشبوهة.
وفي ختام خطابه، اختار جلالة الملك، حفظه الله، أن يختم بآية قرآنية عظيمة من سورة الزلزلة: «فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره» (الآيتان 7-8). هذا الاختيار لم يكن مجرد ختم روحي، بل رسالة بليغة موجهة إلى كل سياسي ومواطن، تؤكد على المسؤولية الفردية والجماعية. فالبرلمانيون مطالبون بأداء واجبهم في التشريع ومراقبة العمل الحكومي بنزاهة، والمواطنون مدعوون إلى اليقظة والمشاركة الفعالة في الحياة العامة، مع الالتزام بالقوانين والمبادئ الوطنية. إن هذه الآية تذكير صريح بأن كل فعل، مهما بدا صغيرا، يحمل أثرا ويخضع للمحاسبة.
لكن، في مواجهة هذا الخطاب الرصين، نجد أصواتا تحاول النيل من مسار المغرب المؤسساتي، متمثلة في بعض من يطلقون على أنفسهم تسمية “شباب #genz212″، ومن يقف وراءهم من أصحاب الأجندات المشبوهة. هؤلاء، بدعواتهم العدمية وخطابهم الجوفاء، يسعون إلى استبدال لغة العقل والمؤسسات بلغة الشارع والتفاهة، غافلين عن أن المغرب، بقيادته الحكيمة، أقوى من أن تهزه شعارات فارغة أو محاولات تشويش. إن خطابهم، الذي يفتقر إلى أي رؤية بناءة، لا يعدو أن يكون محاولة يائسة لزعزعة استقرار وطن يسير بخطى واثقة نحو تحقيق التنمية والعدالة.
فالمغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ليس ساحة للتجارب الفاشلة، ولا مرتعا للشعارات الرخيصة. إنه وطن مؤسسات، يحترم دستوره، ويعمل وفق خطط منظمة تخدم مصلحة مواطنيه. فدعوة جلالته اليوم هي دعوة للجميع – سياسيين ومواطنين – لتحمل المسؤولية، والالتفاف حول المؤسسات، والعمل يدا بيد لبناء وطن عادل، مزدهر، ومستقر. فليعلم أولئك الذين يروجون للفوضى أن المغرب أسمى من أن ينخدع بخطابات الفتنة، وأقوى من أن يتراجع أمام دعوات العدمية والخيانة. إن المستقبل لوطن يؤمن بالعمل المؤسساتي، ويرفض العبث والتضليل.