قد يكون الإقلاع عن السجائر أمرا “مؤلما”، مع استمرار الرغبة الشديدة في تناول السجائر وأعراض الانسحاب لأسابيع، خاصة إذا لم يكن لديك دافع قوي.
ومع ذلك، بعد دقائق فقط من أول تنفس خال من التدخين، يبدأ جسمك في التغيير نحو الأفضل. ومع كل الأنفاس الصحية التي تأخذها في الأسابيع والأشهر التالية، تتضاعف الفوائد.
وتعد الفوائد الصحية للإقلاع عن التدخين السبب الأول والأكبر للإقلاع عنه، وفقا لجمعية الرئة الأمريكية (ALA).
وكتب الدكتور روبرت ريدفيلد، مدير المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، في تقرير للجراح العام (Surgeon General) للولايات المتحدة، عن الإقلاع عن التدخين، لعام 2020: “حتى الأشخاص الذين يدخنون لسنوات عديدة، أو الذين يدخنون بكثرة، يمكن أن يدركوا الفوائد الصحية والمالية من الإقلاع عن التدخين”.
وأضاف: “على الرغم من أن فوائد الإقلاع عن التدخين تكون أكبر في وقت مبكر من الحياة، فإن هذا التقرير يؤكد أنه لم يفت الأوان أبدا للإقلاع عن التدخين”.
إليك ما يحدث عند الإقلاع عن التدخين:
تشمل أعراض الانسحاب للإقلاع عن التدخين الرغبة الشديدة والتهيج والأرق. سيواجه البعض أيضا مشاكل في التركيز ومشاكل النوم والجوع وزيادة الوزن ومشاعر الاكتئاب والقلق أو الحزن، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض.
وتبدأ الفوائد الصحية للإقلاع عن التدخين بعد نحو 20 دقيقة من السحب الأخير. وذلك عندما يبدأ معدل ضربات قلب المدخن وضغط الدم في الانخفاض، وفقا لجمعية السرطان الأمريكية (ACS).
ويستغرق الأمر بضعة أيام حتى تعود مستويات أول أكسيد الكربون في الدم إلى وضعها الطبيعي. في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أشهر، تبدأ الدورة الدموية في التحسن وتزداد وظائف الرئة، بحسب جمعية السرطان الأمريكية.
وبشكل تدريجي يزول سعال المدخن مع خروج المخاط من الرئتين. وذلك لأن “الأهداب”، وهي هياكل صغيرة تشبه الشعر في الرئتين، بدأت في التعافي.
وفي حين أنه لا يمكن عكس ندبات الرئة، فإن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يساعد في منع أعراض أمراض الرئة من التدهور، وفقا لموقع smokefree.gov التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية.
وبمرور الوقت، ينخفض أيضا خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي وسرطان الرئة، وفقا لجمعية الرئة الأمريكية.
الجسم القوي أحد فوائد الإقلاع عن التدخين
تتضمن هذه القوة المكتشفة حديثا انخفاض خطر الإصابة بكسور العظام في وقت لاحق من الحياة، وفقا لموقع smokefree.gov. وسيساعدك نظام المناعة الأكثر قوة على البقاء بصحة جيدة، بينما ستزداد قوة عضلاتك بسبب توفر المزيد من الأكسجين في دمك.
والمزايا الأكثر فائدة لأن تصبح غير مدخن، تشمل انخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وأنواع معينة من السرطان.
وتنخفض مخاطر إصابة الشخص بنوبة قلبية بشكل كبير في غضون عام إلى عامين، وفقا لجمعية السرطان الأمريكية.
وفي إحدى الدراسات، التي عُرضت مؤخرا في اجتماع الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، وجد باحثون هولنديون أن الإقلاع عن التدخين يبدو أنه يعمل، بالإضافة إلى تناول ثلاثة أدوية، لمنع النوبات القلبية والسكتات الدماغية في المرضى الذين أصيبوا بنوبة قلبية أو إجراء جراحة لفتح الشرايين المسدودة.
وقال مؤلف الدراسة، الدكتورة تينكا فان تريير، من المركز الطبي بجامعة أمستردام في بيان صحفي عن الدراسة “فوائد الإقلاع عن التدخين أكبر مما أدركنا”.
حتى أن بعض مشكلات الخصوبة تحل مع عودة مستويات هرمون الإستروجين إلى طبيعتها، وفقا لموقع smokefree.gov.
ويقلل الإقلاع عن التدخين أيضا من خطر الإصابة بـ 12 نوعا من السرطان. وفقا لجمعية السرطان الأمريكية، يتم تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان إلى النصف في نحو خمس إلى 10 سنوات.
وفي دراسة أخرى نُشرت في مجلة JAMA Network Open مؤخرا، وجد باحثون من جمعية السرطان الأمريكية وآخرون، أن التدخين مرتبط بضعف معدل الوفيات من جميع الأسباب مقارنة بعدم التدخين مطلقا. وارتبط الإقلاع عن التدخين، وخاصة في الأعمار الأصغر، بانخفاض كبير في الوفيات الزائدة نسبيا.
الإقلاع عن التدخين يجعلك تبدو أفضل
من بين التحسينات الجمالية للإقلاع عن التدخين، بشرة أكثر صفاء وأقل تجعدا، بحسب ملاحظات smokefree.gov.
ونظرا لأن أسنانك وأظافرك تتوقف عن الاصفرار، فإن أنفاسك ستصبح أعذب، ولن تكون رائحة شعرك وملابسك برائحة الدخان.
ومن الفوائد الملموسة الأخرى أنه سيصبح للطعام مذاق أفضل وحاسة شم أفضل. إنه أفضل لصحة الدماغ أيضا.
وكان التدهور العقلي أيضا أقل بالنسبة لأولئك الذين يقلعون عن التدخين، خاصة إذا توقفوا عن التدخين في منتصف العمر، وفقا لدراسة نُشرت مؤخرا في مجلة Alzheimer’s Disease.
وقال مؤلف الدراسة جيفري وينغ، الأستاذ المساعد في علم الأوبئة في جامعة ولاية أوهايو: “كان الارتباط الذي رأيناه أكثر أهمية في الفئة العمرية من 45 إلى 59 عاما، ما يشير إلى أن الإقلاع عن التدخين في تلك المرحلة من الحياة قد يكون له فائدة للصحة الإدراكية”.
المصدر: ميديكال إكسبريس